الملياردير المصري نجيب ساويرس

بدأ عدد متزايد من كبار المستثمرين يستشرفون أوضاعًا عصيبة للأسواق، ويبثّون إشارات غير مُطمئنة عن أدائها، كان آخرهم الملياردير المصري نجيب ساويرس الذي اشترى ذهبًا بنصف ثروته البالغة 5.7 مليار دولار، حيث يعد ثاني أغنى رجل في مصر، بعد أخيه الأصغر ناصف.

قال ساويرس في مقابلة مع "بلومبرغ"، أمس الاثنين، إنه يعتقد أن أسعار الذهب مقبلة على كسر مستويات عالية وصولا إلى 1800 دولار للأونصة، من 1300 دولار حاليًا ، متوقعًا حدوث عمليات تصحيح عنيفة في الأسواق عندما تبدأ الأسهم المبالغ في قيمتها بالهبوط الحر.

وغالبًا ما يُنظر إلى الذهب كمصدر تخزين طويل الأجل للثروة، واحتياطي ضد الأزمات المالية والاضطرابات الاقتصادية، وأن يضع أحد أكبر المستثمرين في العالم بمروحة واسعة تتنوع بين شركات اتصالات وعقارات وإنشاءات وضيافة وبنوك استثمار، نصف ثروته في الذهب، فذلك يؤشر إلى أن الأسواق تتجه نحو فترات عصيبة أخرى في تاريخها، إن صدقت تقديرات ساويرس وغيره من مليارديرات العالم، مثل بيل غيتس الذي صرّح أخيرًا في مقابلة أن أزمة مالية وركودًا اقتصاديًا شبيهًا لما حدث في العام 2008، على وشك الحدوث في المستقبل القريب، لكنه توقع أن يكون أثرها إيجابيًا في النهاية.

وكان بيل غيتس قد علق ردًا على سؤال بشأن توقعاته بأزمة اقتصادية مقبلة بقوله: "هذا يقين ولكن من الصعب تحديد التوقيت بالضبط"، وشاركه وقتها في الحوار رجل الأعمال الأميركي المعروف وارن بافت الذي أيد الفكرة بخصوص الأزمة المحتملة.

ودفاعًا عن قراره الاستثماري، بشراء ذهب بـ2.85 مليار دولار، اعتبر ساويرس أن الطلب الصيني لن يتوقف، كما أن الأفراد سيتجهون إلى الذهب باعتباره ملاذًا آمنًا في أوقات الأزمات، قائلًا "نشهد العديد من الأزمات في الوقت الراهن. انظر إلى الشرق الأوسط وبقية العالم، كما أن الرئيس ترامب لا يساعد"، في إشارة إلى قرارات الرئيس الأميركي المثيرة للجدل، كما علّق آمالا على اتفاقية السلام مع كوريا الشمالية، التي يملك فيها استثمارات عديدة جلبت له انتقادات، حيث شّكل حضوره هناك عامل ضغط من الدول الغربية عليه، باعتبار أن البلد المنغلق على نفسه يرزح تحت عقوبات مرتبطة ببرنامجه النووي، لكن ساويرس يعتبر نفسه مستثمرًا "حسن النوايا".

وتطبيع العلاقات مع كوريا الشمالية سيمكن ساويرس أخيرًا بعد عقد من الزمن، من تحويل أرباحه هناك وحصد مزيد من الإيرادات، وقد ضخ استثمارات كبيرة في كوريا الشمالية، وشيد فندقا فخمًا هناك، كما له الفضل في إنشاء أول شركة اتصالات في كوريا الشمالية Koryolink، علما أن الملياردير المصريقد نصح ترامب بخصوص لقائه المزمع مع زعيم كوريا الشمالية قائلًا "لا تضايقه، عد بالازدهار مقابل الحصول على تنازلات في ملف النووي"، وأضاف: "أنا أعرف هؤلاء الكوريين الشماليين، إنهم فخورون جدًا، ولن يرضخوا تحت التهديد والبلطجة. فقط ابتسم لهم وتحدث واجلس عندها سيأتون إليك".