حصلتْ الكاتبة المغربية خناتة بنونة على جائزة القدس، وذلك في العاصمة العمانية، مسقط، الأحد، والتي شهدتْ افتتاح أعمال المكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكُتَّاب العرب في اجتماعه السابع والعشرين، حيث استهل الاجتماع بكلمة ترحيبية لرئيس جمعية الكُتَّاب والأدباء العمانية، الدكتور محمد العريمي، في ما تحدث الأمين العام لاتحاد الكُتَّاب والأدباء العرب، محمد سلماوي، والذي أكد على أن "انعقاد الاجتماع جاء وسط أجواء استثنائية، تتلاطم فيها أنواء انتفاضات الشعوب العربية وتنبئ بمصير سيُغيِّر وجه التاريخ، الأديب والمثقف هو فيه الموجه والمحرك". وتابع سلماوي، قائلًا، إن "الأديب هو مفتاح المستقبل، وأساس الحرية، وبدأنا بسن تقليد جديد يتمثل في إصدار بيان عن حال الحرية في الوطن العربي في كل اجتماع يُعقد". وألقى رئيس جمعية كُتَّاب اللغة الفرنسية، الأديب جاك شيريه، وأستاذ الكرسي في جامعة السوربون، كلمة، استعرض فيها "سيرته وتاريخه مع آداب شعوب العالم وثقافاتها، والكيفية التي بدأ فيها يتلمس خيوط الإبداع والهوية الثقافية للشعوب الخاضعة للدول الاستعمارية الكبرى، وهي تبحث من خلال أعمالها عن فسحة للحرية، ومتنفس عن مكنوناتها وخصوصياتها وملامحها التعبيرية، وتُؤسِّس لحركات تحرر وثورات، يأخذ فيها المفكر والأديب والمبدع موقع النواة ودوره الرائد". بعد ذلك تلا شيريه تقرير لجنة جائزة القدس؛ ليعلن عن منحها للكاتبة المغربية خناتة بنونة، والتي عقَّبت بمنحها الجائزة قائلة، "تعجز اليوم كلماتي، وهي التي لم تعجز قط في مشارق الأرض ومغاربها، تحييكم دموعي قبل أن تحييكم كلماتي"، ثم  قدَّمت الشكر لسلطنة عمان، وأسهبت في وصف تجربتها، وكيف تعلقت بفلسطين والقدس منذ زارتها، وهي في ريعان الصبا مع والديها، وشاهدت كيف سقطت تحت براثن المحتل؛ لتبقى متعلقة بها، وبالنضال من أجلها، طيلة سنوات حياتها . وأضافت بنونة، "نحن كطائر الفينيق نقوم من الرماد"، وليس هناك ما هو أهم وأغلى من القدس، ولم أكن لأستلم أية جائزة تكريم إلا أن تلك الجائزة هي جائزة القدس، ولهذا قبلتها، وأنا أهديها بدوري إلى وطني المغرب، وماديًّا أقدمها لصندوق "بيت المقدس"، الذي أتمنى على جميع الدول والبلدان أن تُخصص صندوقًا مماثلًا لدعم القدس، وأتمنى على سعادة الوزير الشاب والمثقف أن يكون المحرك والداعي له هنا في مسقط".