رعى جلالة الملك عبدالله الثاني في مسجد الشهيد الملك عبدالله المؤسس اليوم الخميس الاحتفال الذي أقامته وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية بذكرى المولد النبوي الشريف. وقال وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الدكتور عبدالسلام العبادي في كلمة خلال الاحتفال إن رسالة النبي صلى الله عليه وسلم حملت الرحمة والخير للإنسانية جمعاء تنظيما للواقع الإنساني، وقامت بكل أنواع التوجيه والإرشاد، وبينت نهجه في التعامل مع الأحداث والوقوف في وجه التحديات وفي طريقة دعوة الناس ومخاطبتهم لتشملهم رحمة الله ورعايته. وبين العبادي أن سيرة المصطفى التي تدعو إلى المحبة والسلام ونبذ التطرف والإساءة والتشهير، انعكست في فكر جلالة الملك بإصداره رسالة عمان بيانا لحقيقة الإسلام وصورته المشرقة للعالم اجمع، فهي تقدم بيانا لرؤية شاملة توجه إلى آفاق الإصلاح وأولوياته، وتدعو من خلال توضيح دقيق شامل يغطي ضرورات الإصلاح ومناهجه في الأفاق المتعدد. وقال إن الرسالة مستمرة في الدعوة إلى ترسيخ البناء التربوي للفرد المسلم على أساس نظرة الإسلام المتميزة للكون والحياة والإنسان والاستفادة من انجازات العصر في مجالات العلوم والتكنولوجيا، وتبني المنهج الإسلامي في تحقيق التنمية الشاملة الذي يقوم على العناية المتوازنة بالجوانب الروحية والاقتصادية والاجتماعية، والاهتمام بحقوق الإنسان وحرياته الأساسية وتأكيد حقه في الحياة والكرامة والأمن، وضمان حاجاته الأساسية، وإدامة شؤون المجتمعات وفق مبادئ العدل والشورى والاستفادة مما قدمه المجتمع الإنساني من صيغ واليات لتطبيق الديمقراطية. وأشار الدكتور العبادي إلى ما تناوله عدد من المفكرين والفلاسفة حول صفات الرسول الكريم وسيرته باعتباره كما وصفوه – صلى الله عليه وسلم - في طليعة علماء البشرية عبر تاريخه الطويل، "والإنسان الوحيد الذي نجح نجاحا مطلقا على المستويين الديني والدنيوي، حيث دعا للإسلام ونشره كواحد من أعظم الديانات، وأصبح قائدا سياسيا وعسكريا ودينيا".