في أسوأ انتشار لها في العالم خلال 20 عاماً, تقبض الحمى الصفراء على خناق السودان وتتسبب في ظهور أكثر من 800 حالة للمرض الذي ينتقل عن طريق البعوض خاصة في منطقة دارفور منذ بدء ظهور المرض شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي. وقد تسبب الفيروس, الذي يمكن أن يحدث حالة من الغثيان والفشل الكلوي, في وفاة 168 شخصا. واعترفت السودان مؤخراً كدولة تعاني مخاطر عالية بانتشار الحمى الصفراء, وأن لديها موافقة مشروطة على بدء حملة التطعيمات ضد المرض. وعلق ممثل منظمة الصحة العالمية في دارفور د.أنشو بانرجي على هذه المشكلة الصحية, مؤكداً أن القليل من الشعب السوداني تم تحصينه ضد المرض وأن حملة طارئة للقاح الشعب ضد المرض في طريقها للبدء في السودان. وأوضح أن المرحلة الأولى من برنامج التطعيم بدأت في 21 من نوفمبر ليغطي 2.2 مليون شخص بينما تبدأ المرحلة الثانية خلال هذا الشهر لتطعيم مزيد من الأشخاص الذين يواجهون مخاطر الإصابة بالمرض وتقدر أعدادهم ب 1.2 مليون. وأشار لظهور المرض في بلاد إفريقية أخري مثل الكاميرون إلا أن هذه الدول تتمتع بتقديم لقاحات ضد هذا المرض ضمن برامج التطعيم في مرحلة الطفولة. ولم يتوفر لدى السودان هذه اللقاحات لتطعيم الأطفال ضد المرض وقد بدأت تعمل على تقديم هذا اللقاح ضمن التطعيمات الإجبارية في مرحلة الطفولة ولكن وللأسف بعد ظهور المرض وانتشاره. ويقتصر انتشار المرض حتى الآن على المناطق الريفية في دارفور إلا أن مخاطر انتشاره للحضر بما في ذلك معسكرات اللاجئين بدارفور لازالت قائمة, حيث إن هذا هو أسوء انتشار للمرض رأيناه في العالم خلال أكثر من عشرين عاماً. ومن جهة أخرى يستوطن مرض الحمى الصفراء في المناطق الاستوائية بإفريقيا وأمريكا الجنوبية, وهناك لقاح يمنع الإصابة بالمرض إلا أنه ليس هناك عقار بعينه يمكن أن يعالج من يصاب به, وفي حالاته الحادة قد يتسبب المرض في إحداث نزيف وغثيان وفشل كبدي وكلوي.