اقترحت دراسة أميركية حديثة ضرورة أن تتناول الناجيات من سرطان الثدي عقار tamoxifen لمدة تتراوح بين 10 إلى 15 عاماً بدلاً من 5 أعوام فقط، كما هو حادث الآن، وذلك لتجنب مخاطر معاودة ظهور المرض. وفي هذه الدراسة, التي نشرت مؤخراً بدورية "لانسيت", تبين أن المريضات اللاتي تناولن العقار لمدة 10 سنوات كن أقل عرضة لمعاودة ظهور المرض أو الوفاة منه، مقارنة بالسيدات اللاتي استخدمن العقار لفترة 5 سنوات فقط. وقال كاتب الدراسة البروفسور ريتشارد بيتو من جامعة أكسفورد: "انتظرنا كثيراً نتائج تلك الدراسة لأهميتها لمريضات سرطان الثدي". وأشار د.روبرت كارلسون، أستاذ الطب بجامعة ستانفورد, إلى أن هذه الفئة من السيدات اللاتي كن يخضعن لعلاج بالعقار لمدة 5 سنوات، يمثلن ما يقرب من خُمس إلى ربع حالات الإصابة الجديدة بالمرض. ويري د. إريك وينر بمعهد Dana-Farber للسرطان ببوسطن أنه بإمكان السيدات اللاتي أكملن كورس العلاج بعقار Tamoxifen لخمس سنوات منذ فترة، معاودة تناول العقار مرة أخرى لتحقيق مزيد من الوقاية من المرض. ويعمل عقار tamoxifen على إيقاف تأثير هرمون الأستروجين، الذي يثير نمو الورم عند السيدات اللاتي يعانين من نوع من السرطان به متلقٍ إيجابي للأستروجين، وهو نوع يمثل حوالي 65% من حالات الإصابة بالمرض بين السيدات صغيرات السن. وأجريت الدراسة الحديثة على ما يقرب من 7.000 سيدة من حوالي 36 دولة ممن عانين من هذا النوع من السرطان، وأكملن فترة الخمس سنوات من العلاج بعقار tamoxifen. وتم اختيار نصفهن بشكل عشوائي لإكمال تناول العقار لخمس سنوات أخري بينما توقفت الباقيات عن تناول العقار. وتبين أن المجموعة التي تناولت العقار لعشر سنوات سجلن 21.4% حالة معاودة انتشار المرض خلال تلك الفترة، في مقابل 25.1% من المجموعة الثانية. كما سجلت الدراسة أن 12.2% من المجموعة الأولى توفوا من المرض مقارنة بـ 15% من المجموعة الثانية. ويذكر أن عقار tamoxifen له أعراض جانبية، تتمثل في إمكانية الإصابة بسرطان بطانة الرحم أو جلطات الدم أو الومضات الساخنة، والتي قد تجعل الكثير من النساء يتوقفن عن تناول العقار قبل انتهاء الخمس سنوات المقررة في السابق. إلا أن بعض المختصين يرون أن فوائد العقار تظل تفوق مضاره ولهذا ينصحون بالأخذ بنتائج تلك الدراسة.