مع اقتراب الإعلان عن حُكومة جديدة في السُّودان وتصريحات قادة الحزب الحاكم بأنَّ مشاوراتهم مستمرَّة مع كل التيَّارات السياسيَّة لإشراكها في الحكم، جدَّد حزب الأمَّة المعارِض رفضه المشاركة في تلك الحكومة. وذكر نائب رئيس الحزب اللّواء فضل الله برمة ناصر أن الحزب الذي يقوده الصّادق المهديّ لن يشارك في حُكومة شمولية، مضيفًا أنّ الحزب يمكن أن يُشارك في حال قيام انتخابات حرَّة ونزيهة، أو في حكومة قوميَّة، مؤكِّدًا أن الحزب لا يهمه مَنْ يحكم السودان بِقَدْر ما يهمه كيف يحكم السودان. وفي سؤال لـ "العرب اليوم" عن الاتصالات المستمرَّة بين حزبه والمؤتمر الوطنيّ (الحزب الحاكم ) أجاب اللواء فضل الله أن اتصالات الحزب تتم مع الجميع حكومة ومعارضة ومجموعات مسلَّحة بناءً على برنامج الحزب الذي يرى أنه لا ينبغي أن يُعزل أحد. مشيرًا أن خطَّ الحزب يرتكز على تحقيق السلام العادل والتحوُّل الديمقراطيّ والمحافظة على وحدة الوطن ووسيلة الحزب لذلك الحلّ السياسيّ. وفي سؤال آخَر عن علاقة حزبه بتحالف المعارضة في ظل الحديث عن توتُّر هذه العلاقة، أجاب نائب رئيس حزب الأمَّة بقوله: "أهدافنا واحدة، لكننا نختلف في الوسائل". بدوره أكّد عضو القطاع السياسيّ في الحزب الحاكم الدكتور ربيع عبد العاطي عبيد أنه إذا تمّ الاتفاق على برنامج للحكومة يعالج القضايا والأجندة الوطنية، فهذه هي الحكومة القوميّة التي نعرفها، مضيفًا أن اتفاق الأحزاب على القضايا الجوهريّة، مثل الدستور والحرّيات والانتخابات والمشكلة الاقتصاديّة والتداول السلميّ للسلطة، وغيرها من القضايا الوطنية، كما يحدث الآن، هو الأساس للحكومة القوميَّة؛ التي تُقاس بحجم الأطراف المشاركة فيها وبقاعدتها العريضة. مشيرًا في تصريحات لـ "العرب اليوم" إلى أنه إذا كان حزب الأمَّة يسمِّي حكومة ينطبق عليها هذا المعيار بأنها حكومة غير قومية، فهذه مغالطات وتلاعب بالألفاظ ليس إلّا، ورأى أنّ التركيز يجب أن يكون على المضامين وليس العبارات. واختتم تصريحاته بالإشارة إلى أن حزب الأمَّة المعارِض إذا كان سيركِّز على العبارات ويصنع منها مجالًا للمغالطات فهذا شأنه .