كان ليل مساء الاربعاء الاعنف منذ بدء المواجهات المسلحة بين باب التبانة وجبل محسن في مدينة طرابس شمال لبنان، حيث لم يتوقف سماع دوي القذائف المدفعية والصاروخية طيلة المساء وحتى فجر الخميس، ولوحظ دخول مدفعية الهاون من عيار 60 و 81 الى ميدان المعركة واستعمالها بكثافة في التراشق الذي طاول المنازل الواقعة بعيدة نسبياً عن خطوط التماس ما دفع بعض ائمة المساجد الى التوجه للسكان عبر مكبرات الصوت والمآذن للطلب منهم النزول الى الملاجىء او الطوابق السفلية حفاظا على سلامتهم. وعكست حدة المعارك شراسة الاشتباكات مع استعمال القنابل المضيئة لاستكشاف مصادر القصف المدفعي في خطوة هي الاولى من نوعها كما تم استعمال رشاشات ثقيلة تستخدم للمرة الاولى. أما محصلة مواجهات الاربعاء، 6 قتلى على الاقل هم: محمود تركمان، فوزي هوشر، معمر سنكري، خضر علم الدين، محمد قمرالدين وسامر عيد، واكثر من 30 جريحا والعدد مرشح الى الازدياد مع تكشف اسماء القتلى والجرحى. في ما يتعذر تقدير حجم الاضرار نظراً لتمدد رقعة الاشتباكات وتساقط القذائف والرصاص الطائش في مختلف احياء المدينة، ولا تزال اعمدة الدخان تتصاعد من عدد من المنازل والمحال التجارية. وتميز المشهد الصباحي بتراجع حدة الاشتباكات مع تسجيل عودة عمليات القنص التي تستهدف الطريق الدولية وكل هدف متحرك في مناطق المواجهات والمناطق المحاذية لها وتعتبر الطريق الدولية مقفلة بسبب عملية القنص حركة السير في المدينة مشلولة ومعظم الاسواق الداخلية والمؤسسات العامة والخاصة والدوائرالرسمية والبلديات والمدارس والجامعات اقفلت ابوابها نظرا لعدم تمكن الموظفين من الوصول الى اماكن عملهم.  وبحسب مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في طرابلس محمد سيف، فان الاعمال الحربية المتبادلة بين محاور الاشتباكات في طرابلس توقفت منذ الخامسة من صباح اليوم، ولم تعد تسمع اصوات القذائف، فيما استمرت اعمال القنص واطلاق الرشقات النارية من حين الى آخر. هذا زنقل في ساعات الصباح الاولى اربعة جرحى الى المستشفى الاسلامي الخيري في طرابلس وهم: احمد بارودي، احمد محمد عبيد، محمد جمال زهر، وخالد عبد السلام شيخو.  وكان نقل ليلاً الى المستشفى الاسلامي محمد خالد سعيد، هلال يحيى الحصني، محسن علي قريط، سلوى محي الدين برجاوي، خديجة سالم الرفاعي ويوسف محمد الاقرع (سوري الجنسية واصابته حرجة).