قررت السلطات الجزائرية تدعيم جيش جمهورية مالي المجاورة بمعدات عسكرية لمساعدته في  حربه ضد الجماعات "المتمردة" التي احتلت مدن الشمال شهر نيسان/أبريل 2012. وقالت السلطات الامنية الجزائرية أن المساعدات العسكرية للجيش المالي تأتي لتعزيز قدرته في السيطرة على الحدود وضبط الأمن في الصحراء المتاخمة للجزائر، تحضيرًا لمرحلة ما قبل انسحاب قوات الجيش الفرنسي من المنطقة. فيما أكدت مصادر أمنية جزائرية رفيعة المستوى طلبت عدم ذكر اسمها لـ"العرب اليوم"، الجمعة، أن "قوات الأمن المشتركة المرابطة على مستوى الشريط الحدودي مع مالي، ستباشر خلال الأيام القليلة المقبلة، مخططا لتعاون أمني مع القوات الفرنسية وقوات المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا"إكواس" التي تدعم الجيش المالي في حربه مع المتمردين فى الشمال المالي . واضافت أن الجيش الجزائري بدأ في نقل المساعدات العسكرية الجديدة يوم الأربعاء الماضي الى عند الحدود الجنوبية، تمهيدًا لتسمليمها إلى الجيش المالي. فيما أكدت مصادر لـ"العرب اليوم"، أن "الكمية الأولى عبارة عن شاحنات دفع رباعي مصفحة مجهزة بتجهيزات قتالية وكميات من المؤن والوقود وذخائر". وأفادت تصريحات المسؤولين الجزائريين، بعد هجوم الجيش الفرنسي على الجماعات المسلحة في شمال مالي، أن الجزائر تدعم مالي بكل الوسائل المتاحة للقضاء على المتمردين، وفق معاهدة "الصداقة والجوار"، حيث جدد الوزير المنتدب المكلف بالشؤون الإفريقية والمغاربية عبد القادر مساهل، الأربعاء في بروكسل، دعم الجزائر وتضامنها الفعلي مع مالي لمكافحة "الإرهاب". وقال إن "مساهمة الجزائر أيضًا تتمثل في الجهود التي تبذلها في تأمين المنطقة، وأن قرار الجزائر القاضي بغلق حدودها مع مالي يندرج ضمن هذا المسعى، وأن هذا الجهد سيستمر حتى يعود الاستقرار والأمن كاملين إلى المنطقة، وبخاصة عن طريق مواصلة الكفاح الدؤوب ومن دون هوادة ضد الإرهاب والجريمة المنظمة التي تهدد أمن منطقة الساحل الأفريقي، بعد أن تعهدت الجزائر في إطار اتفاقات أمنية، بتوفير دعم عسكري للجيش المالي، تضمّن توفير شاحنات نقل جنود مصفحة وعربات وذخائر ووقود، ويعد الإجراء الأخير عودة لتنفيذ الاتفاقات السابقة". وقالت المصادر الأمنية، إن "القوات المالية والأفريقية عادت إلى محاور غالبية الطرق الرئيسة في الشمال، من أجل استلام مساعدات لوجيستية وعسكرية جزائرية، في إطار إعادة تفعيل اتفاق قديم بين الجزائر ومالي، تضمّن تعهّد الجزائر بتقديم دعم عسكري ولوجيستي للجيش المالي، في إطار عمليات مكافحة "الإرهاب". فيما ذكرت تقارير أمنية، أن قوات فرنسية مالية حكومية تمكنت من استعادة السيطرة على طريق الجزائر الدولي، ووصلت طلائع هذه القوات إلى الحدود الجزائرية، قبالة منطقتي تينزاوتين وتيمياوين، في وقت أشارت فيه مصادر ميدانية إلى أن "وحدات عسكرية مالية، مدعمة بقوات خاصة فرنسية، استعادت السيطرة على طريقين رئيسيين يربطان مدن شمال مالي بالحدود الجزائرية".