قال شهود عيان إن مدينة طرابلس استفاقت على يوم جديد وكأن شيئًا لم يكن فقد استعادت المدينة ومداخلها زخم الحياة في أعقاب ما اتخذته قيادة الجيش من إجراءات وصفت بأنها حاسمة لإلغاء خطوط التماس بين المنطقتين تزامنًا مع مواصلة وحدات المغاوير والمجوقل الأول انتشارها في أحياء باب التبانة وجبل محسن، فيما تشهد شوارع طرابلس ومداخلها زحمة سير خصوصًا عند المدخل الشمالي لجهة البداوي. ومنذ ساعات الصباح الأولى قال شهود عيان إن عناصر الجيش اللبناني أزالت الدشم والسواتر والمتاريس عند الخط الفاصل في شارع سورية بين منطقتي جبل محسن وباب التبانة إيذانًا بانتهاء منطقة تسمى خطوط التماس بين المناطق العلوية في جبل محسن والسنية في التبانة. تزامنًا مع ذلك وبدعوة من المجلس المدني لمدينة طرابلس بدأ اعتصام تقدمه رئيس بلدية طرابلس ونقباء المحامين والمهندسين والأطباء وحشد من النقابيين ورؤساء الجمعيات الطرابلسية أمام سرايا طرابلس احتجاجًا على أعمال العنف في المدينة، وسط تدابير أمنية مشددة اتخذتها وحدات الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي. واعلن بيان صادر صباح الاثنين عن لجنة أهالي الشهداء والمفقودين في طرابلس أنه "نظرًا للظروف الأمنية الصعبة ونظرًا لتسلمنا 3 جثامين لأبنائنا الشهداء وإفساحًا للمساعي في استلام جثامين أبنائنا دفعة واحدة والكشف عن مصير المفقودين الأحياء، فإننا نرجئ التصعيد الذي كان مقررًا الأربعاء المقبل إلى أجل يحدد لاحقًا". وظهر جليًا للمراقبين أن الخطة الأمنية التي صدرت عن المجلس الأعلى للدفاع وبدأ الجيش اللبناني بتنفيذها "نفعت هذه المرة"، وتعود الحياة تدريجًا إلى المدينة وسط هدوء في محاور القتال الاعتيادية مع اختفاء المظاهر المسلحة من الشوارع كافة. وقال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أمام زواره إنه مرتاح إلى الإجراءات المتخذة مؤكدًا عملية تنفيذ الخطة المتفق عليها ليتلاقى مع وزير الداخلية والبلدايات مروان شربل الذي أوضح أن "المجلس الأعلى للدفاع اتخذ تدابيره في طرابلس، ومن المقرّر أن ينفذها الجيش اللبناني خلال يومين، وبانتهائهما تكون منجزة، وعليه يجب أن تتوقف العمليات العسكرية"، مؤكدًا أن الجيش سيتمدد في كل أنحاء منطقة جبل محسن، كما أنه سينزل إلى باب التبانة. بدوره، أكد مسؤول العلاقات السياسية في الحزب "العربي الديمقراطي" رفعت عيد أن الجيش انتشر بالفعل في النقاط الساخنة في جبل محسن، على أن ينتشر صباح اليوم في باب التبانة، وقد تلقينا ضمانات بذلك. وقال عيد الذي يقود المنطقة العلوية في جبل محسن "أنه في الأساس لا مشكلة لدينا مع الجيش وهو منتشر أصلاً في جبل محسن وما حصل أنَّه عزز انتشاره، ونحن سنقدم كل التسهيلات الممكنة لإنجاح التهدئة".