زار الرئيس التونسي المنصف المرزوقي سرًا الخميس، ثكنة القوات الجوية في منطقة الجبل الكبير، في محافظة بنزرت (شمال البلاد)، الخميس، فيما ندد بمنع القائم بأعمال سفارة بلاده في رام الله الفلسطينية، من قِبل الاحتلال الإسرائيلي. وزار المرزوقي ثكنة جيش الطيران، برفقة وفد يتقدمه رئيس أركان الجيوش الثلاثة الفريق أول رشيد عمار، بعيدًا عن أنظار الإعلام، وفي سرية تامة، فيما توجه إلى القاعدة الجوية في سيدي حمد، حيث التقى عددًا من كبار المسؤولين العسكريين. ووفق الفصل العاشر من الدستور المؤقت للبلاد، فإن رئيس الجمهورية هو القائد الأعلى للقوات المسلحة، والمسؤول عن التعيينات والإعفاءات في الوظائف العسكرية العليا باقتراح من رئيس الحكومة. وفي شأن منفصل، "دانت رئاسة الجمهورية التونسية بشدة منع قوات الاحتلال الإسرائيلي القائم  بأعمال سفارتها في رام الله من العودة إلى مباشرة عمله". واعتبر المرزوقي أن هذا الإجراء "استفزازي" ويأتي كـ"رد فعل على زيارة وفد تونسي رفيع المستوى إلى قطاع غزة لمساندة الشعب الفلسطيني والوقوف معه في وجه الاعتداء الإسرائيلي الآثم"، مشددًا على أن "هذه الممارسات الإسرائيلية لن تثني تونس عن مواصلة دعم الشعب الفلسطيني، حتى يستعيد حقوقه المشروعة، ويقيم دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف". وفي السياق ذاته، نددت الخارجية التونسية بقرار الاحتلال الإسرائيلي بناء مستوطنات جديدة في القدس الشرقية والضفة الغربية، مشددة على أن "الأنشطة الاستيطانية تشكل خرقًا واضحًا للقانون الدولي والإنساني، لاسيما اتفاقية جنيف الرابعة". وأكد بيان صادر عن وزارة الشؤون الخارجية التونسية، أن "سياسة العقاب والانتقام الإسرائيلية تمثل عائقًا أساسيًا أمام الاستقرار في المنطقة، واستخفافًا صارخًا بالإرادة الدولية المجمعة على ضرورة إيجاد حل عاجل وعادل للقضية الفلسطينية"، في حين حثت الخارجية التونسية المجموعة الدولية على "مواصلة الضغط على إسرائيل، رغم تعنتها المعلن للإيقاف الفوري لسياسة الاستيطان المتعمدة والهادفة إلى قطع التواصل بين الأراضي الفلسطينية التاريخية وتقليصها". ودعت الخارجية أيضًا إلى "الضغط على سلطة الاحتلال لحملها على العدول عن قرار تجميد المستحقات المالية للسلطة الفلسطينية"، فيما رحبت بـ"المواقف الدولية المجمعة على خطورة القرار الإسرائيلي"، واصفة هذه الخطوات بـ "الشجاعة".