طالب الرئيس الأفغاني حامد كرزاي "مجلس الأمن القومي التابع لحكومته بالتحقيق فورًا فيما إذا كانت القوات البريطانية في أفغانستان تحتجز في الوقت الراهن مساجين في قواعدها داخل الأراضي الأفغانية، والإصرار على تسليمهم إلى السلطات الأفعانية فورًا ومن دون تأخير". وذكر بيان لقصر الرئاسة الأفغاني اتسمت لهجته بالخشونة "أنه لا يحق للأجانب اعتقال مواطنين أفغان في أفغانستان أو إدارة سجون على الأراضي الأفغانية". جاء ذلك التعنيف من جانب الرئيس الأفغاني في أعقاب قرار وزير الدفاع البريطاني خلال الأسبوع الماضي بوقف تسليم المتمردين المشتبه فيهم الذين قامت القوات البريطانية باعتقالهم، إلى جهاز الاستخبارات الأفغانية بحجة أنهم "معرضون بالفعل لمعاملة سيئة وخطيرة". وقد جاء إعلان هذا القرار داخل المحكمة العليا أثناء النظر في دعوى لمزارع أفغاني يطالبه فيها بتعويضات نتيجة قيام القوات البريطانية باعتقاله وتسليمه إلى الاستخبارات الأفغانية. ويقول المزارع الأفغاني إنه "تعرض للتعذيب من أجل إرغامه على الاعتراف كذبًا بأنه ينتمي إلى حركة طالبان". ويقول فريق المحامين الذي يترافع عن المزارع سردار محمد" 24 عامًا"إن " رئيس الاستخبارات الأفغانية عبد الله خالد معروف بقيامه شخصيًا بتعذيب الأسرى والمعتقلين". وقد قام المستشار جيمس إيدي، نيابة عن وزير الدفاع البريطاني، بإبلاغ المحكمة بأن "القوات البريطانية ستتوقف عن تسليم المحتجزين لديها لتجنب تعرضهم لمخاطر حقيقية، سواء من خلال إساءة معاملتهم أو حرمانهم من المحاكمة عادلة". وقد جاء هذا القرار في الوقت الذي تصر فيه الحكومة الأفغانية على أن "أي احتجاز لمساجين أفغان على يد قوات أجنبية، يُعد بمثابة تحدٍ وإهانة للسيادة الوطنية". وترى الحكومة الأفغانية "ضرورة أن يكون المعتقلين الأفغان كافة في حوزتها، لاسيما في ضوء استعداداتها لتحمل المسؤوليات الأمنية قبل انسحاب القوات الأجنبية من أراضيها العام 2014". وذكرت صحيفة "الديلي تلغراف" البريطانية أن "هذه المشكلة سبق وأن أضرت بالعلاقات الأفغانية – الأميركية، إذ ترفض واشنطن تسليم عشرات المشتبه في كونهم من كبار المنتمين لحركة طالبان الذين تعتقلهم في سجن باغرام شمال كابول، وذلك لأنها تعتقد أن الحكومة الأميركية ستفرج عنهم". وقال كرازاي في بيانه إنه "أمر المسؤولين في الأمن القومي بالتحقيق لمعرفة عدد المعتقلين في معسكرات الاعتقال التي تديرها القوات البريطانية، والتأكد من انتقال مثل هذه المعتقلات إن وجدت إلى إشراف الحكومة الأفعانية فورًا ومن دون تأخير". يذكر أن القوات البريطانية تقوم بصورة منتظمة باعتقال كل من تشتبه في كونهم من حركة طالبان أثناء عملياتها في هيلماند بمشاركة القوات الأفغانية في بعض تلك العمليات، كما جرت عادة القوات البريطانية بتسليم هؤلاء إلى القوات الأفغانية. وعلى الرغم من ذلك، فإن بريطانيا تقوم باحتجاز بعض المعتقلين في معسكر باستيون قبل تسليمهم إلى الأفغان. وقد رفضت وزارة الدفاع البريطانية في لندن التعليق على تلك الأنباء وكذلك بشأن عدد المعتقلين الذين في حوزة القوات البريطانية في أفغانستان.