أعلنت حكومة جنوب السودان أن  نائب الرئيس رياك مشار سيزور الخرطوم الأحد المقبل، في محاولة لإنقاذ الاتفاق بين البلدين. وقال وزير الإعلام الناطق  الرسمي باسم حكومة جنوب السودان برنابا مريال بنجامين في تصريحات خاصة لـ"العرب اليوم" إن زيارة مشار تأتي ضمن اتفاق مسبق بين الرئيسين البشير وسلفاكير على تكوين لجنة عليا بين بلديهما  يرأسها من جانب جنوب السودان رياك مشار ومن الجانب السوداني النائب الأول للرئيس السوداني على عثمان طه. وأشار إلى أنه سيرافق مشار خلال الزيارة عدد من الوزراء  في حكومة الجنوب. وردا على سؤال بشأن إن كانت بلاده تنتظر نتائج إيجابية للزيارة على خلفية قرار الحكومة السودانية الأخير القاضي بوقف ضخ النفط الجنوبي، أجاب أن الزيارة يمكنها النظر في القضايا الخلافية ، مشيرا إلى أن  ملف النفط مازال معلقا بين الخرطوم وجوبا ولم تحدث فيه اختراقات لكنه ألمح إلى أن الخلاف بشأنه ليس أمرا مستعصيا على الحل. وعن اتهامات هيومن رايتس ووتش  للجيش في جنوب السودان بأنه يحتجز بطريقة غير مشروعة نحو 130 مدنيا في ولاية البحيرات منذ شباط /فبراير الماضي ،  حيث نقلت المنظمة المدافعة عن حقوق الإنسان والتي يقع مقرها في نيويورك عن شهود عيان قولهم إن الجنود اعتقلوا عشرات الشبان، واحتجزوهم في ظروف قاسية، وأن الجنود كثيرا ما كانوا يأخذون أشخاصا آخرين بدلاً عمن يصفونهم بأنهم "مطلوبون مشتبه فيهم"، إذا لم يجدوهم. وقال برنابا إن هذا التقريرلا يحمل مصداقية، مشيرا إلى أن هناك قانون يوفر الحماية والحرية للناس وأن نظام الحكم  يقوم في بلاده على أساس ديمقراطي ، مؤكدا أن الدولة الوليدة ملتزمة بنصوص القانون الدولي ، ولا يمكننا أن نقبل اتهامات كهذه وإن صدرت عن هيومان رايتس. وأكد الوزير أن بلاده راغبة في حل خلافاتها مع الحكومة السودانية عبر الحوار والتفاوض وأنه لابد من استثمار الوقت لصالح أعمال إيجابية. وفي تعليق له على أجواء وتوقيت زيارة  نائب رئيس حكومة جنوب السودان، قال الصحافي السوداني فضل الكريم سلامة إن الزيارة مهمة جدا وتوقيتها تأخر قليلا لكنه يبقي مناسبا الآن في وقت تزداد فيه معاناة شعبي البلدين نتيجة للاحتقان الاقتصادي والسياسي. وأضاف سلامة في تصريحات لـ "العرب اليوم" أنه ينبغي أن تتم حلحلة بقية المشكلات الأمنية والحدودية في سبيل الاستقرار، وعلى الحكومة السودانية أن تقبل التفاوض مع المتمردين الذين يقاتلونها  لضمان أمن الحدود وانسياب النفط  الذي تعرض لهجوم من حركات التمرد هذا الشهر ويمكن أن تتكرر مثل هذه الأعمال. وعن إن كان مشار يملك التفويض في ضوء تسريبات عن خلافات بينه والرئيس سلفاكير،  أجاب أن مشار يأتي إلى الخرطوم  بأمر مجلس وزراء حكومة بلاده  وبتفويض مباشرمن المجلس وينبغي على حكومة الجنوب أن تحترم قراراتها وتلتزم بما يتوصل إليه مفوضها رياك  مشار. ويحظي  مشار بحسب سلامة بتقدير الخرطوم والرئيس البشير ونائبه الأول على عثمان طه، وله علاقات تاريخية رسمية وشخصية مع القيادة السياسية السودانية حيث شغل مناصب عدة أبرزها منصب مساعد الرئيس البشير عقب توقيعه اتفاق الخرطوم للسلام مع الحكومة السودانية  في العام 1997م   وتعتبر الخرطوم مشار من عقلاء الحركة الشعبية (الحزب الحاكم) في جنوب السودان.