قال رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية، الأحد، إنه آن الأوان لرفع حركة حماس وباقي فصائل المقاومة الفلسطينية من قائمة الإرهاب الدولي، متهما الاحتلال الإسرائيلي بممارسة أعلى درجات الإرهاب في العالم. وقال هنية خلال استقباله وفدا برلمانيا وسياسيا وأكاديميا أوروبيا رفيع المستوى وصل قطاع غزة: "آن الأوان أن نرفع حركات المقاومة الفلسطينية والتي تقاوم بموجب القانون الدولي من قائمة الإرهاب، فحماس مثلا هي حركة تحرر وطني، وبقية الفصائل كذلك، وتعمل داخل حدود فلسطين، ولا نعادي اليهود في أي مكان في العالم، ولا نعادي اليهود لأنهم يهود، نحن مشكلتنا مع المحتلين لأرضنا". واتهم هنية الاحتلال الإسرائيلي بممارسة أعلى درجات الإرهاب في العالم، وارتكاب جرائم حرب في عدوانه على غزة، قائلا: "فلسطين هي البلد الوحيد في العالم المحتل وشعبها مشردا، وقد انتهى عصر الاحتلال والحصار ولكن ظلت فلسطين تعاني من الاحتلال، ويجب محاكمة قادة الاحتلال الإسرائيلي على جرائمهم المستمرة ضد الشعب الفلسطيني وآخرها حرب الثمانية أيام". واستعرض أمام الوفد الأوروبي أهم الخسائر التي تعرضت لها غزة خلال العملية العسكرية التي شنتها إسرائيل في الأيام الماضية، وقال: "لا شك أن ما تعرض له الشعب الفلسطيني خلال حرب الأيام الماضية قاس وشديد، وأنتم شاهدتم بعض آثار العدوان، فالاحتلال كان يستهدف وبشكل مباشر المدنيين الفلسطينيين، حيث ارتقى 180 شهيدا خلال ثمانية أيام، أكثر من 80% منهم نساء وأطفال وشيوخ ورجال عزل، وكان هناك استهداف مقصود لقتل المدنيين الفلسطينيين". وأضاف أن الاحتلال استهدف أيضا المستشفيات والمراكز الطبية من بينها المستشفى الميداني الأردني العامل في غزة الأمر الذي يدلل على أن إجرام الاحتلال تخطى استهداف غزة ووصل للأخوة الأردنيين المقيمين على غزة، كما دمر 35 مسجدا. وأشار هنية إلى استهداف الإعلاميين العاملين على أرض القطاع، حيث قصفت مكاتب الإعلام الفلسطيني والمؤسسات العاملة في قطاع غزة، فقد استشهد ثلاثة صحافيين فلسطينيين، وتم قصف سيارات الصحافيين، وكان واضحا أن جيش الاحتلال كان لا يريد لصورة الدمار والحقيقة أن تظهر أمام العالم. وأضاف: "كما استهدف الاحتلال الملاعب الرياضية المختلفة، وكنا نلتقي نحن الرياضيين القدامى يوم في الأسبوع في ملعب اليرموك في غزة، وطائرات الاستطلاع للاحتلال ترى ذلك، والاحتلال يعرف ذلك، لذلك طائرات الاحتلال النفاثة قصفت الملعب من جانبيه حتى لا نعود للملاعب الرياضية". وتطرق إلى تقرير غولدستون الذي أدان إسرائيل في عدوانها على غزة أواخر عام 2008، وجمّد بضغط بعض الجهات، وقال: "نحن نتصور لو تم تفعيل تقرير غولدستون ومحاسبة الاحتلال لما تجرأ على تكرار جرائمه. مما لا شك فيه أن أصوات المدافع هدأت بعد اتفاق بوساطة مصرية، ولكن المشكلة ليست في التهدئة والاتفاق بل المشكلة في الاحتلال الذي يحتل الأرض الفلسطينية، وجوهر عدم الاستقرار في المنطقة هو وجود الاحتلال". وأضاف: "نحن نقدر الجهود التي تعمل لإنهاء الحصار ومحاسبة الاحتلال، لكن الرسالة الأهم أننا نريد زوال الاحتلال عن الأرض الفلسطينية، ونحن نريد دولة كاملة السيادة وعاصمتها القدس، ونريد أن يعود شعبنا المشرد منذ نحو 64 عاما في الشتات إلى وطنه وأرضه، ونحن نريد إنهاء الاحتلال مرة وإلى الأبد لأن بقاء الاحتلال يعني بقاء المعاناة". وشكر هنية الوفد الأوروبي لزيارته غزة، متمنيا أن تكون الزيارة المقبلة في فلسطين الحرة وفي القدس العاصمة، كما شكر كل من زار غزة من خلال قوافل التضامن أو بصفة شخصية، وقال: "نحن نرصد بكثير من الاحترام هذه الحركة الشعبية في أوروبا، وحتى التي وصلت إلى قلب أميركا، ونتابع الجهد المبذول من المؤسسات الأوروبية وفي البرلمان الأوروبي، ونتابع جهود العديد من الوزراء في عدة حكومات عدة، ونعتقد أن هذه الزيارة تأتي تتويجا وانعكاسا للاتجاهات الإيجابية تجاه الشعب الفلسطيني".