الشموع التي أُضيئت تكريمًا لذكرى شهداء الحرب الإسرائيلية الأخيرة على فلسطين

تجمع العشرات من المواطنين مساء أمس الجمعة أمام ساحة كوانغ هوامون وسط العاصمة سيئول التي امتزج صخب شوارعها بنور الشموع التي أُضيئت تكريما لذكرى شهداء الحرب الإسرائيلية الأخيرة على فلسطين.

وتجمع عرب وكوريين جنوبيين أمام مبنى مركز سيئول المالي، غير بعيد عن السفارة الإسرائيلية، حاملين شموعا وصورا لضحايا سقطوا شهداء خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة، تلبية لدعوة أطلقتها منظمة السلام والتضامن الفلسطيني الكورية الجنوبية غير الحكومية عبر مواقع التواصل الإجتماعي.

وقد عانى مؤخرا قطاع غزة المحاصر منذ عام 2007 من حرب شنها عليه جيش الدفاع الإسرائيلي. وبالإستناد على أرقام مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية فقد راح ضحية هذه الحرب، حتى تاريخ إعلان الهدنة يوم 27 أغسطس، 68 إسرائيليا 4 منهم مدنيون، أما على الجانب الفلسطيني فقد استشهد 2104 أشخاص 1462 منهم مدنيون ( 495 طفل، 253 امرأة ) بالإضافة إلى 108,000 شخص دُمرت منازلهم جراء القصف الإسرائيلي وآلاف آخرون من الجرحى الذي يحتاجون إلى العلاج. ضف إلى ذلك الانتهاك اليومية التي يعاني منها الفلسطينيون حتى بعد إعلان الهدنة، ففي 1 سبتمبر أعرب المتحدث بلسان الأمين العام للأمم المتحدة عن أن "مصادرة مساحات كبيرة من الأراضي يهدد بتمهيد الطريق أمام المزيد من النشاطات الإستيطانية"، في إشارة إلى نحو 4 ميلومتر مربع استولت عليها الإدارة المدنية الإسرائيلية في 25 أغسطس في محافظة بيت لحم ومنح مالكوها الفلسطينيون 45 يوما للاستئناف أمام محكمة عسكرية، مضيفا أن "هذه النشاطات غير قانونية بموجب القانون الدولي وتتعارض تعارضا تاما مع حل الدولتين" .

وحضر التجمع الذي نظم اليوم ابتداء من الساعة 19:30 نحو 50 شخصا من بينهم عرب مقيمون هنا في كوريا الجنوبية أتى كثير منهم من خارج مدينة سيئول للمشاركة في الوقفة، بينما تراجع على ما يبدو كثيرون عن الحضور بسبب الأمطار التي تساقطت على سيئول قبيل عقد التجمع، وفقا للمنظمين.

وقالت إحدى الناشطات في منظمة السلام والتضامن الفلسطيني فضلت عدم ذكر اسمها " إننا هنا اليوم لنتذكر معا أولئك الذي سقطوا في غزة ونتذكر حياتهم وتضحياتهم " وأضافت قائلة " إن البعد الجغرافي لم يمنع وجود علاقات إقتصادية وعسكرية وطيدة بين إسرائيل وكوريا الجنوبية، وهو أمر يجهله الكثير من الكوريين الجنوبيين الذين ينبغي عليهم ان يعوا مثل هذه الأمور " .

وعن هدف هذه الوقفة قالت ذات المتحدثة إن " مثل هذه التظاهرات مهمة جدا لرفع درجة وعي الكوريين بما يحدث من حولهم " مضيفة أن " شريحة كبيرة من الكوريين غير مهتمة بما يحدث في فلسطين ما يدفعنا إلى محاولة تعريفهم بحقيقة ما يحدث هناك أو على الأقل دفعهم إلى التفكير في الأمر " .

وأتيحت الفرصة لعدد من الكوريين الذين عايشوا معاناة الفلسطينيين لنقل شهاداتهم، كما شارك فلسطينيون حضروا في ساحة التجمع هم أيضا تجاربهم وشرحوا معاناتهم في وطنهم، وهتفوا جميعهم معا لحرية فلسطين.

وتقول الفلسطينية نورة التي انتقلت رفقة زوجها الماليزي إلى كوريا الجنوبية حديثا " إن مثل هذه الوقفات التضامنية تكتسي دورا مهما في التوعية والتعريف بالقضية الفلسطينية سواء أقيمت في دول قريبة أو بعيدة عن منطقة النزاع، فهي تدفع نحو الإنضمام إلى حراك شعبي كفيل بالضغط على الحكومات لتغيير سياساتها ".

وتتفق نورة مع مواطنها سامر اشتية بشأن الدور الذي ينبغي على الفلسطينيين المغتربين لعبه في دول إقامتهم، إذ يقول سامر إن " على الفلسطيني أينما كان أن يرفع الوعي ويُعرف بالقضية الفلسطينية ويجند العالم للدفاع معه وإلى جانبه اتجاه تحرير فلسطين ونيل حقوقها العادلة " .

واختُتمت الوقفة بعرض صور وأسماء بعض من شهداء غزة على ستار أبيض علق بين شجرتين في الساحة، الأمر الذي دمعت له أعين كثير من المشاركين.