على مرمى البصر من أنقاض انهيار مفاعل تشرنوبيل، يحتفى مئات العمال فى سعادة بقرب انتهاء تشييد تابوت جديد ضخم لدفن موقع الكارثة النووية، فعلى مدار أكثر من ربع قرن منذ وقوع أسوا كارثة نووية فى العالم، يعمل اتحاد شركات متعددة الجنسيات فى منطقة الحظر لدفن الموقع فى تابوت من الرصاص والفولاذ والخرسانة على أمل احتواء خطره لقرن آخر. وفى أحد أيام نوفمبر الأخير، أنهى العمال المرحلة الأولى، حيث رفعوا سقفا من الصلب نصف دائرى يبلغ وزنه خمسة آلاف طن والذى سيتم دفعه فى نهاية المطاف فوق قضبان حديدية إلى الموقع الذى شهد الحادث المدمر. وفى هذا العمل الهندسى المبهر، ليس هناك مجال لوقوع أخطاء، ذلك أنه إذا قدر وانهار هذا الهيكل الضخم فوق موقع المفاعل، سيؤدى إلى إطلاق سحابة من الغبار مرتفع الإشعاع فى السماء. وكانت المرة الأخيرة التى حدث فيها هذا، فى الانفجار والحريق والانصهار الذى وقع بالمفاعل، فى 26 إبريل 1986، حيث قذفت المحطة النووية أعمدة من التلوث الإشعاعى الذى انتشر واسعا بفعل الرياح ليصل حتى إلى جميع أنحاء أوروبا الغربية. وتم تغطية المفاعلات على عجل بتابوت حجرى أصابه الانهيار منذ ذلك الحين. ويحتوى الموقع حاليا على كثير من المنشآت الخرسانية الملوثة. كما نمت فى محيط المنطقة أشجار تبدو شاحبة ومريضة. ومن أجل تأمين موقع تشرنوبيل الذى يقع على بعد 110 كيلومترات فقط من العاصمة كييف، من أجل الأجيال القادمة، يشرف البنك الأوروبى للإنشاء والتعمير على إقامة درع ثان واق من الإشعاع الذى يخرج من الموقع.