الرئيس الأميركي دونالد ترامب

أججت عملية تصفية قائد الفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني السجالات بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب وخصومه الديمقراطيين، وسط دفع من المعسكر الديمقراطي لفرض قيود على صلاحيات الرئيس العسكرية بعد أن أمر شخصية بقتل سليماني دون العودة للكونغرس.

وقال الرئيس الديمقراطي للجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي اليوم الاثنين إنه يشعر "بإحباط وخيبة أمل" لرفض وزير الخارجية مايك بومبيو الإدلاء بشهادته خلال الجلسة المقررة للجنة حول إيران غدا الثلاثاء، فيما اتهم ترامب خصومه الديمقراطيين بأنهم حلفاء طهران.

وأضاف رئيس اللجنة النائب إليوت إنجل في بيان "كل يوم يمر يثير تساؤلات جديدة بشأن الضربة التي قتلت الجنرال الإيراني قاسم سليماني. هل كان يمثل بالفعل تهديدا وشيكا؟، هل تم ذلك في إطار عملية أكبر؟، ما هو المبرر القانوني؟، ما هو الطريق للمضي قدما؟".

وقالت اللجنة التي يرأسها الديمقراطيون الأسبوع الماضي إنها دعت بومبيو للشهادة مع ضغط أعضاء الكونغرس على إدارة الرئيس دونالد ترامب لتقديم المزيد من المعلومات عن تصفية الجنرال قاسم سليماني.

وأقر مجلس النواب الأميركي يوم الخميس الماضي مشروع قانون يحد من قدرة الرئيس ترامب على الدخول في صراع عسكري مع إيران بعد أيام من إصداره الأوامر بتوجيه ضربة بطائرة مسيرة أودت بحياة سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي أبومهدي المهندس.

ولم يصدر إعلان بخصوص الموعد المحتمل لتصويت مجلس الشيوخ على مشروع القانون، بينما قال إنجل إن لجنته التي تشرف على وزارة الخارجية، تأمل في الاستماع إلى بومبيو قريبا.

واتهم ترامب الاثنين معارضيه الديمقراطيين بأنهم حلفاء لإيران وأعاد نشر تغريدة لصورة مركّبة تظهر قادة في الحزب بزيّ إسلامي.

ويعقب هجوم ترامب الأخير على زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر ورئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي الانتقادات التي تعرّض لها الرئيس بعدما أمر بتنفيذ أمر قتل سليماني في بغداد هذا الشهر.

وقال على تويتر "أي أمر أقوم به سواء كان اقتصاديا أو عسكريا أو غيره سيقابل بازدراء من اليسار الراديكالي والديمقراطيين الذين لا يفعلون شيئا"، وأعاد نشر صورة مركّبة من خلال برنامج "فوتوشوب" تظهر بيلوسي وهي ترتدي الحجاب وشومر بعمامة.

وأثارت عملية تصفية سليماني قرب المطار في بغداد مخاوف من احتمال اندلاع حرب في المنطقة، فيما يصرّ ترامب على أنه كان من الضروري قتل قائد فيلق القدس لمنع هجمات وشيكة على أربع سفارات.

لكن كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية قدّموا روايات متباينة، ما دفع الديمقراطيين للتشكيك بالعملية برمتها التي تسبق محاكمة ترامب أمام مجلس الشيوخ بقصد عزله، واتّهم ترامب في تغريدات الاثنين الديمقراطيين ووسائل الإعلام التي وصفها بـ"الكاذبة" بمحاولة "إظهار سليماني على أنه شخص رائع، فقط لأنني قمت بما كان ينبغي القيام به منذ 20 عاما".

وفي ردّه على الانتقادات التي اتهمته بالتهوّر عبر قتل سليماني الذي يشير البعض إلى أنه كان ثاني أهم شخصية في النظام الإيراني، أصرّ ترامب مجددا على أنه كان يشكل تهديدا وشيكا، مؤكدا أنه حتى وإن لم يكن التهديد الوشيك الذي يشكله يستدعي قتله، فإن تاريخ سليماني يبرر الخطوة.

وقال "تسعى وسائل الإعلام الكاذبة وشركاؤها الديمقراطيون جاهدين لتحديد إن كان الهجوم الإرهابي المقبل الذي يعدّه سليماني وشيكا أم لا وإن كان فريقي متفق" على الأمر. "الرد على المسألتين هو نعم بقوّة، لكن ذلك غير مهم بسبب تاريخه المروّع"، وقال ترامب في تجمّع انتخابي الأسبوع الماضي إنه لا يمكن الوثوق ببيلوسي وغيرها من الديمقراطيين في القضايا المرتبطة بمعلومات سرية مثل قتل سليماني.

قد يهمك ايضا  

 مسؤول عراقي في وزارة التخطيط يكشف وجهًا جديدًا مُتطوِّرًا للفساد في البلاد

تجاوز عدد سكان العراق 37 مليون نسمة