مع مشارفة الحرب السورية على طوي عامها الثالث في 15 آذار/مارس المقبل، والكلفة الكبيرة التي نجمت عنها من ضحايا وخسائر مالية و اقتصادية هائلة، زادت ايران دعمها على الارض للرئيس السوري بشار الاسد على أمل حسم المعركة لصالحه ، فزودته فرقاً خاصة لجمع المعلومات وتدريب القوات وعناصر من "الحرس الثوري" و"حزب الله" اللبناني للقتال الى جانب جيشه. وعلى رغم أنه ليس جديدا وجود عسكريين ايرانيين في سوريا، فإن كثيرا من الخبراء يعتقدون أن ايران أرسلت في الاشهر الأخيرة مزيدا من الخبراء لتمكين الأسد من التفوق على خصومه في الداخل والخارج. وقالت مصادر ايرانية مطلعة على حركة انتقال العسكريين ومصادر في المعارضة السورية وخبراء أمنيون إن "الأسد يستفيد الآن من نشر طهران مئات من الخبراء العسكريين الاضافيين في سوريا،  ومن هؤلاء قادة كبار من "فيلق القدس" الخاص الذي تكتنف السرية نشاطه، وهو الذراع الخارجية لقوات الحرس الثوري "الباسدران"، إلى أفراد من الحرس الثوري نفسه". واوضحت مصادر في ايران وخارجها ان مهمة هذه القوات ليست الاشتراك في القتال، بل توجيه القوات السورية وتدريبها والمساعدة في جمع المعلومات لها. لكن مسؤولاً ايرانيا سابقا كان يتولى منصبا رفيعا على صلة وثيقة بالحرس الثوري، قال: إن" قوات ايرانية تعمل في سوريا، وان "فيلق القدس" يجمع المعلومات في سوريا التي تعتبرها ايران أولوية قصوى، وان بضع مئات من قادة "فيلق القدس" والحرس الثوري موجودون في سوريا لكنهم لا يشاركون مباشرة في القتال. وقال قائد في الحرس الثوري تقاعد اخيراً إن القوات الايرانية على الأرض تضم بعض الذين يتحدثون بالعربية، وأن عدد القادة الكبار من "فيلق القدس" يراوح بين 60 و70 في كل الاوقات. واشار الى ان مهمة هؤلاء القادة تقديم المشورة وتدريب قوات الاسد وقادته وأن الحرس الثوري يتولى توجيه القتال بناء على تعليمات من قادة "فيلق القدس". ويدعم هؤلاء الافراد أيضا آلاف من مقاتلي الميليشيا الاسلامية "الباسيج" المتطوعين إلى متحدثين بالعربية بينهم شيعة من العراق. وقدر المسؤول الايراني السابق ومصدر في المعارضة السورية القوات الخارجية بالالاف. في المقابل تحدث مصدر في المعارضة السورية عن بدء قوات بقيادة ايرانية العمل في الاشهر الأخيرة في مناطق ساحلية بينها طرطوس واللاذقية. وتحمل هذه القوات بطاقات هوية محلية وترتدي ملابس عسكرية سورية وتعمل مع وحدة مخابرات سلاح الجو السوري الخاصة. وافادت مصادر عدة ان سوريا واصلت في الاسابيع الأخيرة تلقي السلاح والعتاد من روسيا من طريق طرف ثالث، ومن هذه المعدات طائرات تجسس من دون طيار وقنابل موجهة وقطع غيار للطائرات المقاتلة. وقال مقاتل يعمل في محافظة حمص مع جماعة "لواء الحق" الاسلامية إن قوات المعارضة على علم بوصول طائرات ايرانية إلى مطار حماه بوسط سوريا لتسليم أسلحة. وأعلن مصدر في صناعة السلاح الدولية مطلع على حركة نقل الاسلحة في الشرق الاوسط، أن سوريا تلقت ملايين الطلقات من ذخائر الاسلحة الصغيرة اخيراً، قسم كبير منها من الكتلة الشرقية السابقة وبعضها وصل بحرا وبعضها جوا من منطقة البحر الاسود.