أبناء الشعب الفلسطيني

عبّر الشارع الفلسطيني، الثلاثاء، بعد دخول التهدئة حيز التنفيذ في قطاع غزة لمدة 72 ساعة، عن اعتزازه بالصمود "الأسطوري" للمقاومة الفلسطينيّة، والإرادة القتالية القوية التي أظهرها رجالها في التصدي لعدوان الاحتلال الإسرائيلي.
وساد الأوساط الشعبية الفلسطينية حالة من الاعتزاز بـ"العقيدة القتالية"، التي أظهرها رجال المقاومة في غزة، لاسيّما كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس، وسرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، وما قدموه من مفاجآت لجيش الاحتلال، لاسيما تلك الأنفاق تحت تراب القطاع، والتي شكلت "كابوسًا" للمستويين السياسي والعسكري في الكيان الصهيوني.
ويدور في المجالس الشعبية، وحتى السياسية الفلسطينية، أنّ "الذي صدم الكيان الإسرائيلي في عدوانه على قطاع غزة العقيدة القتالية لدى رجال المقاومة الذين لم تتراجع عزيمتهم، وواصلوا دك المدن والمستوطنات بالصواريخ، حتى الدقائق الأخيرة قبل دخول الهدنة حيز التنفيذ".
ورأى الشارع الفلسطيني في صلابة المقاومة وعقيدتها القتالية التي أظهرتها خلال تصديها للعدوان الإسرائيلي على غزة "أملاً حقيقيًا في إمكان تحرير فلسطين بسواعد فلسطينية بالقوة العسكرية، وذلك على قاعدة (ما أخذ بالقوة لن يسترد إلا بالقوة)"، العبارة التي باتت متداولة فلسطينيًا في إطار التحليل الشعبي بشأن السبل الكفيلة بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.
وكانت العقيدة القتالية لدى رجال المقاومة مفاجأة لجيش الاحتلال أكثر من صدمتهم بالقدرة الصاروخية لدى فصائل المقاومة، التي دكت صواريخها معظم المدن والمستوطنات الإسرائيلية، للمرة الأولى في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي.
ومع مواصلة الشارع الفلسطيني، الثلاثاء، كيل المديح للمقاومة في غزة وصمودها بصورة أسطوريّة، في وجه آلة الحرب الإسرائيلية، التي ارتكبت المجازر ضد المدنيين في قطاع غزة، نعى الكثير من المواطنين والمحللين السياسيين الفلسطينيين جامعة الدول العربي
واعتبر الشارع الفلسطيني أنَّ "الصمت المطبق الذي ساد جامعة الدول العربية خلال العدوان الإسرائيلي على غزة وتحركاتها الخجولة لوقفه، كان بمثابة إعلان الوفاة لذلك الجسم العربي، الذي كان أصلاً في حالة موت سريري قبل حرب غزة، وفق ما يتم تداوله فلسطينيًا".
وتساءل الكثير من أهالي الضفة الغربية "أين الجامعة العربية؟"، وذلك في إطار التعبير عن رأيهم بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لمدة أربعة أسابيع، في حين كان الصمت العربي الرسمي سيد الموقف، على الرغم من المجازر التي ترتكب ضد أهالي غزة.
وفيما ساد الشارع الفلسطيني في الضفة الغربية حالة من الارتياح، الثلاثاء، لمواصلة رجال المقاومة قصف إسرائيل بالصواريخ للحظة الأخيرة قبل دخول التهدئة حيز التنفيذ، أكدت تقارير إسرائيلية أن جيش الاحتلال أنهى انسحابه من قطاع غزة مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار لحيز التنفيذ الساعة الثامنة، وذلك بعد قبوله رسميًا للمقترح المصري.
وأعلنت إسرائيل رسميًا عن قبول اقتراح وقف إطلاق النار برعاية مصرية لمدة 72 سابعة، بدأ الساعة الثامنة من صباح الثلاثاء، وقررت إيفاد وفد أمني إلى مصر، للتفاوض بشأن شروط الاتفاق الدائم.
وعلى الرغم من أنّ قبول إسرائيل للتفاوض بشأن شروط التهدئة يعتبر تراجعًا عن المواقف التي رفعتها طوال أيام الحرب "هدوء مقابل هدوء"، اعتبر مسؤول إسرائيلي أنّ استحواذ مصر على دور الراعي للتهدئة هو "إنجاز لإسرائيل"، مضيفًا أن "إسرائيل أصرّت على المسار المصري منذ الأسبوع الأول".
وكان المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية (الكابينيت) قد فوّض رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن موشي يعلون، باتخاذ هذا القرار، لذلك تم إبلاغ الوزراء مساء الاثنين هاتفيًا بقبول إسرائيل للاقتراح المصري، لكن مصادر إسرائيلية ذكرت أن الاتفاق الدائم الذي سيتم التوصل إليه بين إسرائيل ووفد الفصائل الفلسطينية في القاهرة سيعرض على الكابينيت للتصويت.
وسعت إسرائيل في الأيام الأخيرة لربط إنهاء العدوان بتدمير الأنفاق الهجومية للمقاومة التي تعلم بوجودها، وكانت تصريحات المسؤولين الإسرائيليين عن إنهاء هذه المهمة هي بمثابة تهيئة للرأي العام الإسرائيلي لانتهاء الحرب.
ويدور جدل في إسرائيل بشأن إنجازات الحرب وما استطاعت تحقيقه، لكن الحكومة تحاول تسويق النتائج على أنها إنجازات، وتحاول تحقيق مكاسب سياسية تعوض عما عجزت عن تحقيقه عسكريًا، لكن ذلك حتى الآن لم يقنع سكان المستوطنات في جنوب فلسطين.