الخرطوم ـ عبد القيوم عاشميق   أفرجت السلطات السودانية، الثلاثاء، عن المعتقلين السياسيين، ومن بينهم قادة أحزاب المعارضة الموقعين على وثيقة "الفجر الجديد" في العاصمة اليوغندية كمبالا أخيرًا، الداعية لإسقاط النظام السوداني. ومن الذين أفرج عنهم عضوة المكتب السياسي للحزب "الناصري" إنتصار العقلي، وهي رئيس لجنة المرأة في الهيئة السودانية للدفاع عن الحقوق والحريات.
وتعليقًا على قرار الرئيس السوداني بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، ومستقبل الحوار بين الحكومة والقوى السياسية المعارضة، ورؤيتها لمستقبل وثيقة "الفجر الجديد" وما إذا كانت ستصمد أم لا، قالت إنتصار العقلي، في لقاء خاص مع "العرب اليوم"، أن "القرار حق أصيل من حقوق المعارضة، ولا أحد يحق له أن يحجبه أو يمنعه عنها، أما القرار بالنسبة للحكومة فهو خطوة نحو الحوار المعلن، حيث إبتدأت الحكومة اتصالات أخيرًا مع التيارات والقوى السياسية، تمهيدًا للحوار المعلن إعلاميًا".
وأوضحت العقلي أن "ظروف الاعتقال كانت سيئة، فالحبس كان انفراديًا، وامتد لثلاثة أشهر، لكن لم تكن هناك مشكلة في الرعاية الصحية، فقد سمحوا لي بزيارة الطبييب مرتين، لأني أعاني من  مشكلات في المعدة، وأثر جلطة قديمة".
واتهمت العقلي الحكومة بـ"عدم الجدية في طرحها قضية الحوار مع المعارضة، لكنها وأمام ضغط كثيف من المجتمع الدولي، وجدت نفسها أمام الأمر الواقع"، مشيرة إلى أن الضغط الدولي تعدى الحكومة، وشمل الحركات المسلحة.
وعن مستقبل "الفجر الجديد"، أوضحت العقلي أن "حوارًا بشأن الوثيقة مثار الجدل يجري بين أحزاب المعارضة الداخلية، بمكوناتها المختلفة، لإجراء تعديلات جوهرية عليها، حتى تجد القبول، وأنا شخصيًا لدي ملاحظات، من بينها الحديث الوارد في شأن الشعوب، فالذي أعرفه أن شعب السودان شعب واحد، وأنه كلما قلت أقاليمه كلما كان ذلك جيدًا، أما المزيد من التقسيم والتصنيفات فهذا خطر على أمن واستقرار السودان، ومن بين الملاحظات أيضًا قضية حقوق المرأة، وضمانها، ووضوح نصوصها في الوثيقة، فهي من القضايا المهمة".
وردًا على قضية فصل الدين عن الدولة، أوضحت العقلي أن "قضية تطبيق الشريعة الإسلامية، التي تتحدث عنها الحكومة، هي محاولة لخلط الدين بالسياسية"، متسائلة "لماذا لم تطبق الحكومة الشريعة الإسلامية وهي تحكم منذ ربع قرن؟"، معتبرة "اتهام الحكومة لمن وقعوا على الوثيقة بأنهم يخططون لإبعاد الدين عن الحياة أمر فيه تضليل"، لكنها عادت وأكدت أنها "تشجع الحوار، لوقف الحرب والصراع المسلح في السودان"، مشيرة إلى "نريده حوارًا فاعلاً وبناءًا، يحقق مصالح الشعب والوطن".
وعن أبعاد زيارة الرئيس المصري محمد مرسي للسودان، أكدت العقلي "أنها ستنقل للرئيس مرسي تجربتها المرة في التعامل مع الاسلاميين وستعكس تجربة الحزب الناصري مع حكم السودان، في حال التقى الرئيس مرسي مع المعارضة السودانية"، ملمحة إلى أن "الحكومة السودانية، ودونما شك، ستعرض للرئيس مرسي تجربتها في الحكم"، والتي وصفتها العقلي بأنها "تجربة قامت على القمع وكبت الحريات لربع قرن من الزمان".