المصور والصحافي

رفض المصور والصحافي الفلسطيني ربيع حنا توقعات مجتمعه النمطية عن مصور وصحافي على كتفه كاميرا، إذ يمكن للتوقعات أن تضحي بأربع من الحواس الخمس، ما عدا حاسة البصر، فحنا ابن مدينة شفا عمرو، في الجليل الأسفل، لطالما سقته "عين العافية"، التي يشرب منها أهل المدينة، غير أن تفاؤله ومثابرته -وهو المولود بعين غير مبصرة والثانية شحيحة البصر- قدما لمجتمعه تجربة، أصر أن تكون العافية رمزياً من عين الكاميرا، رغم الإعاقة، ورغم تحفظ المجتمع الذي لم يتقبل الفكرة إلا بعد أن شاهده يلتقط الصور بما لديه من قليل البصر، والبصيرة الواسعة.

ولد ربيع حنا (28 عاماً) لعائلة من أربعة إخوة، وهو وشقيقته يعانيان الإعاقة البصرية. لم يعرف الاستسلام وآمن بإمكانية تحقيق ذاته، فبدأ بالتصوير للمواقع المحلية في الداخل الفلسطيني منذ المرحلة الثانوية. واليوم يعمل حنا مصوراً وإعلامياً، ويملك موقع "الندى" المحلي في منطقة شفا عمرو وضواحيها، ويقدم برنامجاً أسبوعياً على فيسبوك.
درس في المرحلة الثانوية الإعلام النظري والعملي، وبعد المرحلة الثانوية خاض دورات في إدارة صفحات مواقع التواصل، ودخل الى عالم الصحافة، وحنا رب عائلة من ثلاثة أطفال، لا يستطيع أن يترك هاتفه النقال، فهو يعمل عليه على مدار اليوم، في إدارة موقع محلي على الإنترنت، وهو أول من أطلق موقعاً محلياً في شفا عمرو، كما يدير صفحتيه على فيسبوك وإنستغرام.
يقول حنا "الصعوبات بدأت حين واجهت مجتمعنا العربي، الذي لم يكن سهلاً تقبله هذا الأمر في البداية. لكنني تحديت هؤلاء الناس وحملت الكاميرا وبدأت التصوير. بعد أن شاهد الناس صوري صدموا وهم يتساءلون: كيف لإنسان لديه مشكلة بصرية أن يصور"؟
ويضيف "أنا لا أرى في عيني اليمين بتاتاً، وعيني اليسار بها ضعف نظر، ولا أستطيع قيادة سيارة، ولكن لا يهمني أنا أتنقل بالبلد بشكل حر من مكان لآخر، وبعض الناس لا يصدقون سرعة تنقلي"، وبشأن عمله يقول "أغطي أحداثاً ميدانية في مدينة شفا عمرو وسياسية كذلك، وأدير موقعاً محلياً في مدينة شفا عمرو يخدم المدينة والمنطقة المحيطة".

قد يهمك أيضًا

نقيب محرري الصحافة اللبنانية يُطالب وزيرة الإعلام بتسهيل حركة الصحافيين

موسوعة ضخمة تُبرز 112 عامًا من الصحافة السعودية في سلسلة "كتاب العربية"