الإعلامي المخضرم عرفات حجازي

 أسعد الله مساءكم...
غيّب الموت صاحب هذه التحية المسائية التي كان يرسلها إلى جمهوره اللبناني عبر أثير تلفزيون لبنان في استهلاله للنشرة الإخبارية. 

ترجل الإعلامي المخضرم عرفات حجازي عن صهوة الإعلام إثر نوبة قلبية أصابته وهو عائد من طنجة في المغرب حيث شارك في اجتماع الأمانة العامة والمكتب الدائم لاتحاد الصحافيين العرب. 

"أذكرونا في دعائكم"، هكذا طلب عرفات حجازي من متابعي صفحته في "فيسبوك" قبل أن يطير إلى طنجة وهو الأن في حاجة لهذا الطلب بعد أن رحل تاركًا بصمته في الإعلام اللبناني عامة والتلفزيون خاصة. 

وقد شيعه اللبنانيون في مأتم رسمي وشعبي حاشد حضره ممثل رئيس مجلس النواب والمدير العام لوزارة الإعلام وممثلين عن نواب و نائب رئيس المجلس الوطني للإعلام وممثل الأمين العام لحزب الله ونقيب المحررين ونائب مدير عام تلفزيون لبنان واصف عواضة وإعلاميون وعسكريون وتربويون وحشد من نقابة المحررين والصحافة وأهالي بلدته عيتا الجبل في قضاء بنت جبيل. ووري الثرى في تراب الجنوب الذي أحب وحمل همّه معه إلى العاصمة بيروت.

ولد حجازي، أو أبو ياسر كما يناديه المقربون منه؛ عام 1946 في بلدة عيتا الجبل الجنوبية، متزوج وله ولدان. درس العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية، ونال إجازة فيها، كما نال إجازة في علم الاجتماع والفلسفة من جامعة بيروت العربية. خاض تجربة إعلامية متنوعة. فبالرغم من انطلاقه أوائل السبعينيات من عالم تدريس اللغة العربية، انتقل إلى عالم الإعلام ليعمل لسنوات طويلة في تلفزيون لبنان، محررًا ومذيعًا، ليصبح رئيس قسم الاخبار فيه عام 1982 ورئيس تحرير النشرة الاخبارية في الوقت نفسه.  ثم عمل في مجموعة من الصحف اللبنانية إلى جانب عمله التلفزيوني، كما تولى مسؤوليات ردارية في تلفزيون " أي أن بي"  بعد تركه العمل كمستشار لرئيس مجلس النواب، وكان له برنامج سياسي في محطة "أن بي أن" ثم أسس موقع الانتشار الالكتروني. انتخب مرات عدة عضواً في نقابة المحررين، قبل أن تسند إليه مسؤولية أمين صندوق النقابة، وبقي في هذا المنصب حتى وفاته.

ونعته نقابة المحررين في بيان ذكرت فيه: "تميز الإعلامي حجازي بالموضوعية، والدفاع عن مهنة الصحافة، وبقي حتى الرمق الأخير من حياته حاضراً في المناسبات الإعلامية والأندية السياسية، وواظب على دوره النقابي، دفاعاً عن شرف المهنة والعاملين فيها".

عرفه اللبنانيون عبر الشاشة منذ أيام الأبيض والأسود، وخلال السنوات التي ترأس فيها قسم الأخبار في تلفزيون لبنان لم يعرف عنه الموظفون إلا دماثة الخلق والدعم والمساندة
.    
سيفتقد لبنان واللبنانيون عرفات حجازي صاحب الصوت الرخيم الدافيء والحضور المحبب والرصين والمتواضع الذي  غاب عن الشاشة  التي عمل خلفها على التخفيف قدر الإمكان من أوجاع اللبنانيين خلال أعوام وأسعد مساءاتهم بكل خير.