نقيب الصحافيين الفلسطينيين عبد الناصر النجـار

تزايدت أعداد الخريجين من أقسام الصحافة والإعلام في الجامعات الفلسطينية في الأعوام الثلاثة الماضية بشكل كبير، ولا تملك أي جهة أو مؤسسة رسمـية إحصاءات جديدة توضح نسبة البطالة بين صفوف الخريجـين.

فيما أظهرت الإحصاءات الرسمية للأعوام 2004-2006 أنَّ هناك ما يقارب 85% من الطلبة الخريجين كانت لهم فرصة للعمل في السوق الفلسطـيني، وإن لم يعمل جميعهم في مجال الإعلام إلا أنهم قد اعتمدوا على شهادة البكالوريوس في الإعلام لإيجاد فرصة عمل.

وأكد نقيب الصحافيين الفلسطينيين عبد الناصر النجـار في مقابلة مع "العرب اليوم"، أنَّ مشكـلة البطالة تفاقمت في الأعوام الأخيرة الماضية ليس فقط بين خريجي الإعلام بل في كل التخصصات، حيث وصلت نسبة البطالة في بعض التخصصات 70% وبعض القطاعات تصل إلى 96% نسبة من لا يجدون فرصة عمل.

أما بالنسبة إلى بطالة خريجي الإعلام، أوضح النجار أنَّ قطاع الإعلام الفلسطيني محدود وبالتالي استيعابه لأعداد الخريجين يبقى محدودًا لعدم وجود استثمارات حقيقة في قطاع الإعلام، مشيرًا إلى أنَّ هناك قبول لأعداد غير مدروسة من قبل الجامعات الفلسطـينية، لدينا 16 جامعة فلسطينية تخرج إعلاميين وحاجة السوق لا تتجاوز 20-30% من الخريجـين.

وأضاف "إننا نملك ثلاثة صحف وعدد لا بأس به من الوكالات الرسمية وعدد كبير من الفضائيات الخاصة؛ لكنها غير قادرة على استيعاب أعداد الخريجين وإن وظفتهم قد لا تدفع لهم وإن دفعت فإنها تدفع مبالغ تكاد لا تسد الرمق.

وبيّن النجـار أنَّ مجموع خريجي الإعلام غير متخصصين بمعنى أن خريج الإعلام يخرج كطبيب العام وبالتالي لا يقدم كثيرًا للمؤسسة التي يريد العمل فيها، واليوم المؤسسات تبحث عن التخصص، موضحًا بمثال أنَّ قطاع الاقتصاد كالصحف الاقتصادية تبحث عن مراسلين اقتصاديين وعن محررين اقتصاد لو كان هناك خريجين راكموا خبرات على هذا القطاع لوجدوا عملًا.

وأشار إلى ضرورة اكتساب الخبرات ليكون للخريج القدرة على المنافسة في السوق، حيث إنَّ الجامعات الفلسطيـنية تغني الجانب النظري لدى الطالب، لأنها غير قادرة على تحقيق الخبرة خلال أعوام الدراسة وبالتالي يتخرج الطالب مدركًا للجوانب النظرية وبنقص حاد في الخبرة العملـية.

وتابع النجار "بالتالي فإنَّ هناك نسبة كبيرة من الخريجين لا يملكون الحد الأدنى من المقومات التي تجعل المستثمر راضيًا عنهم؛ لأن الإعلام يحتاج إلى خبرات وللأسف الكثير من الطلاب يرغبون بالحصول على شهادة خريج وهذا وحدة لا يؤهلهم للعمل لأن الإعلام إبداع ومن لا يبدع لا يستطيع المنافسة في السوق".

ولفت إلى أنَّ النقابة بذلت الجهود في سبيل الحد من بطالة خريجي الإعلام فكانت أولى خطواتها مطالبة السلطة بعدم توظيف أي شخص في مجال الإعلام إلا أن يكون حاملًا لمؤهل علمي، حيث شدَّدت النقابة من إجراءات التوظيف في قطاع الإعلام وبات مقتصرًا على حاملي المؤهلات العلمية الخاصة.