وزير الخارجية السوداني علي كرتي

اتهم وزير الخارجية السوداني علي كرتي الثلاثاء، المعارضة باستخدام ملف رفع الدعم عن المحروقات والقمح لتدفع السودانيين إلى التظاهر، مذكرا بأن الهدف من الخطوة الحكومية هو دعم شرائح الفقراء. وفيما وصف العلاقة مع دولة جنوب السودان بأنها ممتازة برغم وجود توتر واضح بين الطرفين، وانتقد الولايات المتحدة لرفضها منح الرئيس السوداني عمر البشير تأشيرة دخول لحضور أعمال الجمعية العامة في الامم المتحدة، متهماً الولايات المتحدة بأنها "فشلت في الالتزام بواجباتها كدولة مضيفة لمقر الأمم المتحدة".
وقال الوزير السوداني في حديث أدلى به لصحيفة " السفير" اللبنانية، على هامش مشاركته في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة إن "هناك إجراءات اقتصادية اضطرت الحكومة السودانية لاتخاذها من أجل تحرير الاقتصاد وإصلاح مساره"، مشيرا إلى أنه «لا يمكن أن تقوم الدولة بشراء برميل النفط بمئة أو 105 أو 110 دولارات كما هو في الأسواق العالمية وتبيعه في السوق المحلي بخمسين دولارا".
ولفت الى أن "هناك صعوبات تواجه شرائح ضعيفة والحكومة اتخذت إجراءات من أجل التعويض عنها، لكن لا بد بمن يستطيع أن يدفع قيمة المحروقات والقمح الذي يستخدمه أن يفعل ذلك"، لافتا إلى أن "نظرة الدولة هي أن هذه السلع ليست هي السلع التي يستفيد منها كل الناس". وأوضح أن بلاده تستورد القمح من الخارج بأسعار عالية وتبيعه بأسعار منخفضة «لكن لا أحد يدعم إنتاج الذرة في السودان الذي يعتمد عليه الملايين من السكان".
واعتبر أنه "طبيعي أن تخرج احتجاجات، لكن ليس من الطبيعي أن تقوم بالتدمير وبإشعال الحرائق. ماذا يفيد حرق مؤسسة أو محطة وقود؟ لا بد من أن تكون الاحتجاجات في المستوى الذي يعبر عن الرأي والذي يمكن أن يسمح للحكومة بالنظر في طلبات المحتجين".
في سياق منفصل، وصف وزير الخارجية السوداني العلاقة مع جنوب السودان بالممتازة. وأوضح أن "هناك تطورا كبيرا حصل بعد زيارة رئيس جنوب السودان سيلفا كير إلى السودان (في 3 أيلول الماضي) والاتفاق على حل الكثير من المسائل العالقة. وأهم مظاهره هو استمرار ضخ النفط والالتزام بعدم دعم المجموعات المتمردة التي كانت ولا تزال موجودة في جنوب السودان"، مضيفاً "ثمة قضايا متبقية مثل ترسيم الحدود ورسم المنطقة العازلة المنزوعة السلاح وهناك إجراءات في هذه المسائل من قبل الاتحاد الأفريقي ونعمل عليها ليلا نهارا".
أما في ما يتعلق بالإشكاليات التي طرحتها مسألة حصول الرئيس عمر البشير على تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة، فقال كرتي إن "الولايات المتحدة فشلت في القيام بدورها وبالالتزام بواجباتها كدولة مضيفة لمقر الأمم المتحدة"، مشيرا إلى أن "اتفاقية المقر تنص على أن الولايات المتحدة عليها أن تقدم التأشيرات اللازمة في الوقت المناسب لرؤساء الدول المشاركة في الجمعية العامة".
وتابع "لم يعطوا التأشيرات وأصدرنا بيانا هنا في الأمم المتحدة في اللحظة التي كان ينبغي أن يتحدث فيها الرئيس. اتخذناها لحظة مناسبة لتوزيع بيان لكل المشاركين في الجمعية العامة وسلمناها إلى رئيس الجمعية العامة جون وليام آشي وللأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وتحدثت عن هذا في بياني أمام الجمعية العامة وقلت إنه كان ينبغي أن يلقي الرئيس هذا البيان ولكن الدولة المستضيفة للمقر فشلت في القيام بواجباتها ولم تمكنه من الوصول إلى الأمم المتحدة. وطالبنا الدول باتخاذ موقف وسنواصل جهدنا مع المنظمات الإقليمية والدولية وسنحاول رفع مستوى اهتمام الناس بهذه القضية".