قاسم سليماني و أبو مهدي المهندس

في خطوة مفاجئة ودون إعلان مسبق، ألغت السفارة العراقية في واشنطن فتح سجل للتعازي بالقتلى الذين سقطوا من جراء الضربة الأميركية قرب مطار بغداد الجمعة الماضية. وأعلنت السفارة في واشنطن والقنصلية في ديترويت، الاثنين، فتح سجل عزاء يومي الثلاثاء والأربعاء، ما أثار غضبا واستنكارا على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ انتقد ناشطون هذه الخطوة. وكانت الضربة الأميركية قد أسفرت عن مقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، والقيادي في ميليشيات الحشد الشعبي العراقي، أبو مهدي المهندس، بالإضافة إلى عناصر إيرانية وأخرى عراقية.

وصباح الثلاثاء، توجه مراسل “الحرة” إلى مقر السفارة في واشنطن، حيث تم إبلاغه بإلغاء العزاء، وقد عزت مصادر دبلوماسية عراقية هذا الإجراء إلى أنهم ارتأوا أنه من الأفضل عدم إقامة سجل تعاز بسبب “الظروف المحيطة” بالقضية والحساسيات التي قد تثيرها. وكان ناشطون عراقيون مقيمون في الولايات المتحدة أعربوا، الاثنين، عن استنكارهم لخطوة البعثات الدبلوماسية العراقية في الولايات المتحدة، لاسيما أن سليماني والمهندس ضالعان في ارتكاب جرائم ضد أميركيين وعراقيين على حد سواء، وهما مدرجان على لائحة الإرهاب في الولايات المتحدة.

ومنذ اندلاع المظاهرات المناهضة للطبقة السياسية في العراق، أسفر القمع العنيف الذي قادته ميليشيات الحشد وقوات أمنية بأمر وتخطيط من سليماني، عن مقتل المئات واختطاف العشرات وإصابة الآلاف. وتعليقا على منشور “العزاء” للقنصلية العراقية في ديترويت، دان ناشط تجاهل القنصلية لمئات الأشخاص الذين قتلوا في السنوات الثمانية الماضية وخلال المظاهرات الأخيرة، حيث لم تقدم على فتح سجل للتعازي بهؤلاء الضحايا. وقال الناشط طاهر الدراجي إن البلد يحترق منذ أكثر من ثلاثة أشهر سقط خلالها أكثر من 200 قتيل وآلاف الجرحى ولم يكلف أحد نفسه وترحم عليهم.

وكتب سفيانم العاني “ما شفناكم قدمتوا تعزية أو أعلنتوا حدادا على شباب العراق الشهداء. إذا لم تستح فاصنع ما شئت”. وقال مستخدم آخر “الشهداء الذين استشهدوا من بدايه الثورة لحد الآن أليسوا بشرا؟ لا أحد فتح سجل تعازي لهم؟ لا أحد أعلن الحداد عليهم.”

قد يهمك ايضا 

نقل جثمان ابو مهدي المهندس الى النجف بطائرة عسكرية

 ايران تُطالب العراق بملاحقة واشنطن قانونياً بعد اغتيال أبو مهدي المهندس وقاسم سليماني