لندن ـ سليم كرم
تعتبر الأشجار الضبابية والسماء الملبدة بالغيوم وأشجار الشتاء العارية والخشب الخام المحفور والعالم الطبيعي في جميع مظاهره من العناصر الملهمة في اتجاهات الديكورات، في الوقت الذي يعيش فيه الانسان حياة متزايدة من المناطق الحضرية والرقمية.
وينفق المواطن البريطاني العادي ما يقرب من تسع ساعات كل يوم أمام شاشة، وبحلول عام 2017، سيكون أكثر من نصف سكان العالم يعيشون في المدن، وستختفي تقريبا الحياة البرية الحقيقة والأرض التي لم تصلها يد الانسان، وبالتالي أصبح منطقيا اتجاه العديد من الناس الى اعادة التواصل مع الطبيعة في منازلهم.
ولم يعد الأمر يقتصر على اعادة النظر في الحدائق المستأنسة المزينة بالأزهار المنعشة، بل اتجهت الأعين الى المواد الخام والرجوع الى عناصر أكثر قاتمة وأكثر بدائية مثل الطحالب والفطر والعث، بألوان مزاجية مثل الأخضر الموحل والبني.
ويمتلك هذا الاتجاه جذورا في التصاميم الاسكندنافية، الذي اعتمد على النوير بدلا من الخشب الفاتح والجدار البيضاء، التي تناسب الريف السويدي الشتوي، بسمائه المليئة بالرعد والأمطار والمراعي الرطبة، وأطلقت شركة ساندبرج السويدية للغزل والنسيج على أحدث إنتاجاتها اسم سونغ أي الغابات السويدية.
ويعتمد المصممون الشباب على العالم الطبيعي كأساس لأعمالهم، مثل مصممي شركة "يوبرفولك" التي تتخذ من الساحل الغربي لايرلندا مقرا لها، وتنتج مجموعة تعكس العالم الخارجي، ترتكز على ركائز خشبية بسيطة للأشكال الطبيعية، مثل أوراق الشاي والبلوط الملوث بالنفط والجلد المشمع لاستخدامها داخل المنازل وخارجها.
ويقول المؤسس المشارك للشركة جيرواد مولداوني " بعد 12 عاما من العيش في دبلن، انتقلنا في العام الماضي إلى غرب أيرلندا المعزولة تماما، كأكبر مورد للعالم الطبيعي، وقررنا استخدام هذا المورد كمصدر لقوتنا، فنحن نمشي كثيرًا، وننظر الى العالم الطبيعي بثقة، ونأمل أن نتمكن من مساعدة الآخرين على اعادة الاتصال مع الطبيعية مرة أخرى".