روما ـ مالك مهنا   تستطيع من نافذة فندق كونكورديا في مدينة فينيسيا الإيطالية، العودة إلى العصور القديمة بنظرة واحدة إلى ميدان سان مارك، إذ الأشخاص يرتدون أزياء تنتمي إلى القرن الثامن عشر وتعلو وجوههم أقنعة. وبالعودة إلى الداخل يتأكد لك أنك نزلت توًا من آلة الزمن التي نقلتك إلى القرن الثامن عشر، إذ يغلب على فندق الرفاهية الرائع، طابع هذه الحقبة التاريخية، فترى تصميم الديكورات يغلب عليه هذا الطابع في الغرف والطرقات والممرات والردهات.
وأبرز ما يجذب الانتباه في التصميمات، ذلك الزجاج الفينيسي المثبت في النوافذ، والذي يدفعك جمال صنعته، والفن الذي يحمله لك من قرون مضت إلى الانقياد إلى رغبة جامحة في داخلك في النزول إلى الكشف عن أسرار المدينة التاريخية كلها. وما أن تطأ قدماك شوارع المدينة الضيقة التي تدور بك في الاتجاهات كلها كالمتاهة، ترى أسرارًا أكثر تبوح بها تلك المدينة التي تحمل عبق الماضي بين جنباتها، فتأخذك الشوارع الضيقة المحيرة إلى بار هاري الذي يرجع تاريخه إلى الثلاثينات من القرن العشرين، لتتناول العصائر الطازجة، وهو البار الذي اعتاد إرنست هيمنغواي الجلوس فيه.
وعندما تنتهي، تخرج من البار لتواصل المشي في المدينة الساحرة التي يأخذك كل ما فيها، وإذا استبد بك العطش، فهناك مقاهي جميلة ذات إطلالات نادرة، منها على سبيل المثال سنترايل التي تطل نوافذها على بعض قنوات المياه الجانبية لتوفر مشهدًا خلابًا للضيوف. وإذا ما رغبت في تناول الخمور، فهناك واحد من أشهر البارات في فينيسيا يمكنك الجلوس فيه، وتجربة ما يعرضه من مشروبات. وفي الطريق إلى ريالتو، قلب فينيسيا، تقترب من القناة الكبيرة التي تسير فيها الجناديل.
ويحلو السهر مع الأصدقاء الذين تتعرف عليهم للمرة الأولى في تلك المدينة الإيطالية الفريدة، إذ تتناولوا العشاء معًا، وتتوجهوا بعدها إلى الكرنفالات والمهرجانات التي لا تنقطع عن شوارع المدينة العائمة.