أبرز مايميز موقع الدور الأثري في أم القيوين

يقع موقع الدور الأثري في إمارة أم القيوين بالقرب من الطريق الذي يربط بين إمارة رأس الخيمة من جهة وإمارتي الشارقة ودبي من جهة أخرى، وعلى بعد 120 كم من مضيق هرمز ويطل على بحيرة خور البيضاء، وتبلغ مساحته قريبا من 4 كيلومترات تقريبا.موقع الدور من أكبر المواقع الأثرية في الإمارات، وهو محمي بصورة طبيعية بمجموعة من الكثبان الرملية العالية لحمايته من الرياح، يرتبط موقع الدور مع موقع مليحة في إمارة الشارقة، وكانت بينهما علاقات قوية إذ أن الدور اعتبر المورد الغذائي عن طريق البحر، في حين اهتمت مليحة بالمنتجات الزراعية الغير متوفرة بالدور، ويمثل موقع الدور نقطة توقف رئيسية بين "شراكس" في جنوب بلاد الرافدين و"شمال غرب الهند لأخذ المياه والإمدادات الأخرى لمواصلة رحلة التجارة، ويمكن الاستدلال على ذلك من خلال الآبار التي عثر عليها، بالإضافة إلى العديد من البضائع المستوردة كالعملات والأواني الفخارية والأواني الحجرية.

 

تشمل فترات الاستيطان البشري في الموقع فترة العبيد، والعصر البرونزي، والعصر الحديدي، وفترة ما قبل الإسلام، وهي فترة الاستيطان الرئيسي حيث تم استيطان الجزء الأكبر من المنطقة حيث غطت عشرات التلال بالمباني والقبور المبنية من الحجارة، وقد أسفرت التنقيبات عن حصن مربع الشكل يبلغ طول أضلاعه عشرين مترا تقريبا تقوم على زواياه أبراج مستديرة، ويوجد داخل الحصن مبنى شبه مربع يتألف من عدة حجرات بالإضافة لبعض العملات وبعض الفخاريات ويتميز الموقع بعدد كبير من التشكيلات الجنائزية والمباني السكنية بنيت من الحجارة المحلية، وكانت تضم مجموعة من الهياكل العظمية للذكور والإناث.

 

اكتشف معبد إله الشمس عام 1987 م وهو يقع في حوض تحيط به كثبان رملية، وساعد تكوم الرمال على حفظ المعبد سليماً وبعلو 2م إلى 2.30م، ومازال الملاط الخارجي والجص يحتفظ بتفاصيله، ويميز المعبد شكله شبه المربع، وله مدخلان، ووصف بأنه معبد الإله السامي استناداً من الحوض المكتشف فيه والنقش الذي عليه اسم شمش باللغة الآرامية.

 

عثر في موقع الدور على مجموعة من العملات الذهبية والفضية والبرونزية، حيث عثر على الكثير من العملات المعدنية ذات أحجام وأوزان مختلفة، يظهر في وجه العملات التي تعود إلى الاسكندر الأكبر رأس هرقل لابساً خوذة من جلد أسد النمنميات، أما الوجه الآخر يظهر زيوس جالساً في عرشه وذراعه اليمنى ملتفة حول الصولجان حاملاً صقر في يده اليسرى الممدودة، كما تحتوي العملات عادة قصبة أفقية غالباً ما ترمز إلى الإله شمس المبجل لديهم، كما تم العثور على عملة فضية محلياً، ظهرت هذه الإصدارات من النقوش الآرامية مع الاسم" ايبيل "، كما تم العثور على عدد كبير من العملات الاجنبية والهندية.

 

عثر في موقع الدور على العديد من التماثيل الآدمية والحيوانية، تعددت طرق صناعتها حيث عثر على تماثيل صنعت من الطين واخرى مصنوعة من المعدن، ومنها قلادة الراكب والحصان وهو تمثال برونزي على هيئة إنسان ذي ذراعين ممدودتين راكباً على حصان ولا يرى أي جزء من ساق الراكب، للحصان أرجل قصيرة ويوجد على ظهر الراكب حلقة معلقة، كما اكتشفت أربعة تماثيل معدنية للجمل ذو السنم الواحد، وعثر بالموقع على أربع خرزات على هيئة الأسد برونزية صغيرة، بالإضافة إلى خمس خرزات متشابهة الحجم وتبين جميعها صور لأسد، ووجدت بالدور قلادة واحدة على شكل أفعى، كما تم الكشف عن ثمانية عشر من التماثيل الطينية خمسة منهم كسر كائنات بشرية.

 

وقد يهمك أيضا

محمد بن زايد يستقبل برهم صالح ويؤكد على العمق العربي للعراق

حسين الشافعي يكشف عن هذه أهمية مسبار الأمل للبشرية