الفنانة غدير أبوروك

كشفت إحدى المشاركات في الرسم على الكرفانات في قطاع غزة، الفنانة غدير أبوروك، أنَّ الرسومات انعكست بالإيجاب على نفسية السكان لاسيما الأطفال الذين بدت عليهم السعادة والفرحة وهم يشاركون الفنانين الرسم، ومشاركتهم الرسومات باللعب معها وكأنها حقيقة على الواقع، ما جعلهم يخرجون من الوضع الصعب الذي مروا به في أعقاب العدوان.

ولفتت غدير في حوارٍ لها مع "العرب اليوم" إلى أنَّها تطوعت بالإضافة لمجموعة من زملائها وهم حازم الزٌمر وليزا ماضي وأمونة قبلان عبر مؤسسة "تامر" في مبادرة تلوين الكرافانات والرسم عليها في منطقة خزاعة جنوب قطاع غزة.

ونوهت إلى أنَّ الفكرة ولدت من أنَّ تلك البيوت الحديدية لونها أبيض، وهو لون ميت بالنسبة للفنان كلون كفن الموت، وبالتالي قرروا تغييره.

وأشارت إلى أنَّ الكرافانات توجد في منطقة فارغة ولا أحد ينتبه لها، فأرادات لفت انتباه أي زائر لبلدة خزاعة الحدودية المُدمرة، وإشعارهم  بأن هناك منازل مُدمرة وساكنيها يعيشون داخل الكرافانات ينتظرون الإعمار.

وتابعت "لذلك توجهنا للألوان مع بعض الرسومات لكن بشكل محدود ومركز وله أهداف إيجابية على السكان، كونه يُعطيها بُعدًا جماليًا، خاصة أن ملمسها ناعم".

وأكدت غدير أنَّ هذه الكرافانات تسكنها المعاناة بكافة أشكالها، لذلك كان أحد أهم الأهداف من وراء هذه الفكرة هو تحريك مشاعر ساكنيها خاصة من الأطفال الذي تعرضوا لصدمات كبيرة، وتغيير نفسيتهم، موضحة أنَّه كانت لديها بعض المخاوف من عدم قبول السكان لتلك الرسومات، لكن حدث العكس، حتى أن بعضهم عاوننا وشاركنا كبارًا وصغارًا.

وشددت غدير على أنَّه تم اختيار الرسومات من قبل المجموعة بعناية بحيث تم رسم فراشات كونها تعطي الأمل والحرية للأطفال، وزخارف فنية، وكتبنا عبارات تٌحث على الحرية والصمود مثل (Freedom Khuza).

 
وذكرت أنَّ الهدف معنوي ونفسي أكثر مما هو شكلي، لإضفاء نوع من الإنعاش وإدخال الحياة والروح لنفوس سكان الكرافانات، وهو ما فعلته حقيقة الألوان الزاهية التي زينت بعض جدران الكرافانات من قبل الفنانين، والرسومات الطفولية الضاحكة، وبعض الفراشات والحيوانات الأليفة التي رُسمت على تلك الجدران.