مرض الشيزوفرينيا

توصلت دراسة حديثة أجراها مجموعة من الباحثين من معهد ليبر لتنمية الدماغ في ولاية ماريلاند إلى أن الجينات الموجودة داخل المشيمة يمكن أن تشير إلى وجود خطر أعلى بمرض الشيزوفرينيا، حيث إن ارتفاع ضغط الدم، يحيز جينات انفصام الشخصية في المشيمة.

وركزت الدراسات السابقة على الكيفية التي تغير بها الجينات المتعلقة بالاضطرابات السلوكية مباشرة على تطور الدماغ قبل الولادة، حيث توفر المشيمة الأكسجين والمواد المغذية للطفل لكي ينمو ويزيل النفايات من دم الطفل إلى الخارج.

وهذه هي الدراسة الأولى التي تظهر أن العديد من الجينات المرتبطة بخطر انفصام الشخصية يبدو أنها تغير نمو الدماغ في وقت مبكر بشكل غير مباشر عندما تتعرض صحة المشيمة للخطر، وفقًا لما تناولته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.

ونظر الباحثون في بيانات على 2800 من البالغين من أربعة بلدان، وتمتد عبر الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا، ومن بين المشاركين، تم تشخيص 2038 شخص بالفصام، وهو اضطراب عقلي مزمن يؤثر على كيف يفكر الشخص ويشعر ويتصرف إلى جانب الفشل في فهم الواقع. 

وأظهرت الدراسات السابقة أن ما يصل إلى 80% من خطر تطوير هذا الاضطراب وراثي، مما خضع جميع المشاركين اختبار جيني وتم مسحهم للحصول على معلومات حول تاريخ الحمل.وجد الباحثون علاقة عالية بين الجينات المرتبطة بخطر انفصام الشخصية وتاريخ حدوث مضاعفات الحمل الخطيرة المحتملة، وكان لدى الأفراد الذين لديهم مخاطر وراثية عالية وأمهاتهم كانت لديهم مضاعفات أثناء الحمل على الأقل خمسة أضعاف خطر الإصابة بمرض انفصام الشخصية مقارنةً بالأفراد الذين لديهم مخاطر وراثية عالية مماثلة، ولكن لم يحدث أي تاريخ من المضاعفات التوليدية الخطيرة.

وأجرى الفريق التحليل بطريقة تشفير الجينات لإنتاج الحمض النووي وعينات الأنسجة المشيمة المتعددة، بما في ذلك عينات من المشيمة من حالات الحمل المعقدة التي تشمل تسمم الحمل وتقييد النمو داخل الرحم، وفي النساء التي تشعر بالضغوط النفسية، تم تحفيز جينات انفصام الشخصية في المشيمة، وكلما زاد تحفيزها، كلما أظهرت المشيمة علامات أخرى على التعرض للإجهاد، على سبيل المثال، تكون المشيمة أكثر التهابًا.

 

وقال الدكتور دانيال وينبرجر، كبير محققي الدراسات والرئيس التنفيذي لشركة ليبر، إنه للمرة الأولى ، وجدنا تفسيرًا للعلاقة بين مضاعفات الحياة المبكرة والمخاطر الوراثية وتأثيرها على المرض العقلي، وكلها تتقارب في المشيمة، مع العديد من الاضطرابات السلوكية التنموية ، بما في ذلك الفصام ، اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ومرض التوحد ، كان أحد الغموض هو أن معدلات الإصابة أعلى من الرجال إلى أربع مرات من النساء.

ووجد فريق معهد ليبر أن جينات انفصام الشخصية في المشيمة بسبب الضغوط النفسية كانت أكثر وفرة بشكل كبير في المشيمة من الأطفال الذكور مقارنة مع الأطفال الإناث، وإن النتائج المفاجئة لهذه الدراسة تجعل المشيمة هي محور عالم جديد من التحريات البيولوجية المتعلقة بكيفية تفاعل الجينات والبيئة لتغيير مسار تطور الدماغ البشري. 

وأضاف دكتور وينبرجر أنه يأمل أن تركز الأبحاث المستقبلية على العلاجات العلاجية واستراتيجيات الوقاية من أجل الحد من حدوث هذه الاضطرابات السلوكية في نهاية المطاف.