أوتاوا ـ خليل شمس الدين   قال فريق من العلماء الكنديين إنهم اكتشفوا أسلوبًا جديدًا للتنبؤ بتكرار الإصابة بسرطان الثدي من جديد بعد العلاج، وذلك عن طريق إجراء تحاليل بسيطة لعينة الدم. وأكد العلماء على أن هذا التكنيك الطبي الجديد من شأنه أن يقدم إنذارًا مبكرًا، يوفر على بعض النساء الخضوع لعلاج غير ضروري، وتناول العقاقير المنهكة المقاومة للسرطان.
ويقول العالم سامباسيفاراو دامارادجو "إنه إذا أمكن التنبؤ بدقة أيّ من النساء يمكن أن تكون أكثر عرضة لتكرار الإصابة بسرطان الثدي، فإن ذلك من شأنه أن يساعد الأطباء والأخصائيين في مجال الأورام، في علاج هؤلاء النساء في الوقت المناسب، واختيار العلاج الأنسب، على أمل وقايتها من تكرار الإصابة بهذا المرض اللعين".
وقال أيضًا "إن أساليب العلاج يمكن أن تتم وفقًا لكل امرأة بما يتناسب مع حالتها، ووفقًا للعوامل الوراثية والجينية، ومدى حساسيتها واستعدادها للإصابة بسرطان الثدي من جديد".
ويركز هذا الأسلوب الجديد الذي تم تطويره في كندا، على ما يسمى بسرطان الثدي المجوف من النوع (أ)، وهو أكثر أشكال سرطان الثدي شيوعًا، والذي يعتقد عمومًا بإمكان التنبؤ به.
وعلى الرغم من إمكانية تشخيص ما يقرب من ستين في المائة من الخمسين ألف حالة إصابة بسرطان الثدي في بريطانيا سنويًا، إلا أن عددًا كبير من تلك الحالات إما تنتهي بالوفاة أو معاودة الإصابة بالمرض من جديد.
وكان فريق من العلماء في جامعة "ألبرتا" الكندية قد قام بإجراء اختبارات لعينات من الدم لعدد من النساء كن قد أصبن بسرطان الثدي قبل سنوات عدة، وقد قام فريق العلماء بعقد مقارنة بين عينات الحمض النووي لهؤلاء النسوة اللاتي عاودهن المرض مرة أخرى، وعينات الحمض النووي لنساء لم يعاودهن المرض، وقد كشفت تلك المقارنة عن تغيرات جينية لها علاقة بتكرار الإصابة بسرطان الثدي من جديد، وجاء ذلك في الدورية العلمية المعروفة باسم (PLoS ONE).
كما كشفت اختبارات أخرى حدوث التغيرات الجينية في السرطان نفسه، إلا أن فريق العلماء الكنديين يعتقد بأن التكنيك الجديد سيكون أكثر دقة، عندما يتم استخدام الحمض النووي الذي يولد به المرء ليكون بمثابة المؤشر عن ميل واستعداد المريض لمعاودة الإصابة بسرطان الثدي من جديد.
ويأمل العلماء في إمكان استخدام هذا الاختبار في المستقبل، جنبًا إلى جنب الأساليب المجهرية، بهدف تحسين أسلوب علاج المصابين بسرطان الثدي.
وتقول الجميعة الخيرية التي قامت بتمويل هذه الدراسة العملية "إن ذلك سيكون له تأثيره المهم في ضمان أن تعيش المرأة التي تم علاجها من سرطان الثدي، بلا مخاوف من عودة السرطان من جديد".
ويقول العلماء أيضًا "إن الأسلوب لن يتم تطبيقه أو تسويقه قبل إجراء المزيد من التجارب والأبحاث التي قد تستغرق سنوات".
ويقول معهد أبحاث السرطان في بريطانيا "إن الكثير من العلماء يحاولون في الوقت الراهن تطوير هذا الأسلوب، والوصول به إلى درجة الكمال".