لندن ـ ماريا طبراني   كان من الشائع أن ذوي السمنة التفاحية، الذين تتراكم الدهون حول خصرهم مكونةً شكل التفاحة، هم أكثر عرضة لخطر الإصابة بأمراض القلب وداء السكري مقارنةً بذوي السمنة الكمثرية الذين تتراكم لديهم الدهون حول الخصر على شكل ثمرة الكمثرى. لم يعد هذا صحيحًا على الإطلاق، إذ أثبتت دراسة حديثة أن تراكم الدهون "حول الفخذين والوركين والمؤخرة تعتبر من الأمور التي تُعد أقل خطرًا من تراكم الدهون في الأرداف".
وكشفت دراسة أجرتها جامعة كولورادو حديثًا عن أن "السمنة التفاحية أقل خطرًا من السمنة الكمثرية  يؤدي تراكم الدهون بكميات كبيرة في منطقة الأرداف، أو ما يُسمى بالسمنة الكمثرية، إلى ارتفاع غير عادي في مستوى نوعين من البروتين من شأنه أن يؤدي بدوره إلى التهابات ومقاومة للإنسولين ومن ثَمَ يكون المصاب بهذا النوع من السمنة عرضة للإصابة بأمراض القلب وداء السكري من الدرجة الثانية".
كما كشف الفريق البحثي المشرف على الدراسة عن أن "المعلومة الخاطئة التي تشيرإلى أن السمنة التفاحية أخطر من الكمثرية لا تخرج عن كونها أسطورة لا أساس لها من الصحة، إذ استخدم الباحثون مستوى البروتينات المرتفعة بشكل غير عادي كمؤشر أولي على خطر أعراض الأيض المتطورة". وتشير أعراض الأيض إلى مجموعة من عوامل المخاطرة تتوافر جميعها في الوقت نفسه، مما يضاعف خطر الإصابة بأمراض القلب وداء السكري من الدرجة الثانية".
وتتضمن عوامل المخاطرة في هذه الحالات "كبر حجم الخصر، مستويات منخفضة من الكوليسترول، ارتفاع ضغط الدم، مقاومة الإنسولين وارتفاع مستويات الدهون الثلاثية".
وتضمنت عينة الدراسة 45 حالة تعاني من تطور أعراض الأيض، إضافة إلى توافر ثلاثة من عوامل المخاطرة سابقة الذكر لدى تلك الحالات. كما استعان الباحثون بعينة ضابطة تتضمن 30 حالة يتمتعون بمستويات جيدة من الجلوكوز والدهون الثلاثية متطابقين في الجنس والسن.
وتم قياس عدد كرات الدم البيضاء والحمراء، ومستوى الجلوكوز في الدم، ومستوى البروتين في البلازما مع أخذ وتحليل عينات من أنسجة الأرداف، لتؤكد النتائج بعد هذه الإجراءات أن "ارتفاع منسوب البروتين الذي يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، كانت فرصته أكبر لدى من يعانون من السمنة الكمثرية، مقارنةً ممن يعانون من السمنة التفاحية، مما يجعل المجموعة الأولى أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب وداء السكري من الدرجة الثانية".