هرمون "البروجسترون"

كشفت دراسة بريطانية أن هرمون "البروجسترون"، الذي يستخدم كعقار غير مكلف في وسائل منع الحمل، يؤدي إلى إبطاء نمو أورام سرطان الثدي.

وأكدت الدراسة التي أجريت في جامعة "كامبريج" أن استخدام هرمون "البروجسترون" مع عقار "تامكسوفين"، وهو دواء يستخدم على نطاق واسع لوقف سرطان الثدي الذي يعود بعد الجراحة، يضاعف من تأثيره الإيجابي، ونتيجة لذلك يعتقد الخبراء أنه يمكن أن يكون منقذًا للحياة.

وعلى الرغم من التقدم في مجال الطب والتطورات العلمية للبقاء على قيد الحياة، لا يزال سرطان الثدي يودي بحياة ما يقرب من ألف امرأة في الشهر، والعلماء أن هرمون "البروجسترون" له تأثير كبير على شفاء ما يقرب من نصف الحالات التي يتم تشخيصها كل عام، والتي بلغت 55 ألف حالة، ما يعني أن عشرات الآلاف من النساء وأحبائهم يستطيعون الاستفادة من هذا الاختراق العلمي البارز.

ويؤكد الخبراء أن هذه الدراسة تعتبر خطوة كبيرة للأمام، عقب التخطيط لإجراء الكثير من الاختبارات في هذا الصدد، فضلاً عن أن "البروجسترون" يعتبر وسيلة آمنة ورخيصة وآمنة، وأوردت صحيفة "نيتشر" أنه حان الوقت لإعادة التفكير في سرطان الثدي، وذكر مؤلف الدراسة جيسون كارول أن " نتائج الدراسة جاءت واضحة للغاية، ولها فوائد مباشرة على العديد من النساء المصابات بسرطان الثدي المحتمل".

ويركز بحث كارول على الأورام التي يغذيها هرمون "الاستروجين"، الذي يعتبر حساس بالنسبة لهرمون "البروجسترون"، وهو هرمون مستخدم في وسائل منع الحمل، وأشارت الدراسة التي يتم تمويلها من قبل معهد أبحاث السرطان في بريطانيا، أن "البروجسترون" يحد من تأثير "الإستروجين" في تغذية الورم، ما يوقف من سرعة نمو الورم السرطاني.

وأفادت الاختبارات التي أجريت على الفئران المصابة بأورام سرطانية، بأن إعطاء "البروجسترون" في نفس الوقت مع "تاموكسيفين"، كان له تأثير كبير في الشفاء من الورم الخبيث، وتوصل الباحثون إلى أن العلاج بمزيج من "البروجسترون" و"التاموكسيفين" ساعد على الحد من سرعة نمو الورم السرطاني بمقدار النصف، مقارنة بتناول عقار "التاموكسيفين" وحده.

وأكد الباحثون أن هناك الحاجة إلى إجراء المزيد من الدراسات لإثبات أن مزيجًا من "البروجسترون" و"تاموكسيفين" له نفس التأثير عند النساء، فضلاً عن أنه من السابق لأوانه تحديد تناول الهرمون عن طريق الحبوب أو الإبر أو عدد المرات التي سيتم تناوله.

ويمكن أن يساعد الهرمون على إنقاذ حياة  ما يقرب من نصف النساء المصابات بسرطان الثدي سنويا، أي أكثر من 20 ألف امرأة سنويا، وأكدت الباحثة إيما سميث، من معهد أبحاث السرطان في بريطانيا أن  " هذه الدراسة المثيرة في الخلايا تبين كيف يمكن أن يكون البروجسترون دواء رخيص وآمن ومتاح على نطاق واسع، يساعد على تحسين نسب الشفاء لحوالي نصف مرضى سرطان الثدي".