المراهقة الأميركية أليسا كارسون

صار من النادر الآن أن نجد الكثير من الناس الذين يستطيعون قول أن أحلام طفولتهم شكلت مسار حياتهم، ولكن تأثرت المراهقة الأميركية أليسا كارسون، بصور شخصيات الكرتون التي ترتاد الفضاء على شاشة التلفزيون، وسببت هوس دائم لها، فقد أخبرت والدها وهي في الثالثة من عمرها برغبتها في أن تصبح رائدة فضاء وأن تكون من الأشخاص الذين يذهبون إلى المريخ، ومنذ ذلك الحين، وهي تعمل على تحقيق حلم طفولتها، تخطط أليسا كارسون للتحليق للكوكب الأحمر عام 2033 - ستكون في الثانية والثلاثين من عمرها - حيث ستساعد في إنشاء مستعمرة على المريخ.

وكانت تأثرت أليسا بحلقة كرتونية عن خمس أصدقاء من الحيوانات يذهبون في مهمة إلى المريخ ومن تلك اللحظة جعلت هدفها هو الذهاب إلى المريخ، تنشر السيدة كارسون رسالتها إلى مئات الآلاف من المتابعين عبر حساباتها الاجتماعية المختلفة ومدوناته، كما أنها تحضر حلقات دراسية ومناسبات عامة أخرى لتخاطب أقرانها وتشجع الشباب الآخرين - وبخاصة النساء - على المشاركة في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.

وقالت في حديث لها مع "تيين فوج"، "فعلت كالأطفال الآخرين، قمت بتبديل رأيي بشأن المهن، حيث أردت أن أكون معلمة أو رئيسة يومًا ما"، لكن الطريقة التي فكرت بها فى الأمر هي أنني سأصبح رائدة فضاء واذهب إلى المريخ، ثم أعود لأكون معلمة أو رئيسة"، وفي حين أن ناسا لا تقبل متقدمين ليصبحوا رواد فضاء قبل أن يبلغوا 18 عامًا، إلا أن الوكالة تعمل مع كارسون لتحقيق طموحاتها.

وتحدثت ناسا في السابق عن إرسال رواد فضاء أمريكيين إلى مدار الكوكب الأحمر بحلول عام 2033 وعلى سطح الكوكب بحلول عام 2039، وستشمل المهمة زراعة الغذاء، وإجراء تجارب علمية والبحث عن علامات الحياة.

وقامت كارسون على مر السنين، بأكبر قدر ممكن من التدريب لإعدادها لرحلتها في نهاية المطاف، وقد ألحقها والدها بمعسكر الولايات المتحدة للفضاء في عام 2008، وشاركت فيه عدة مرات منذ ذلك الوقت، كما ذهبت إلى معسكرات أخرى في لافال وكيبك وإزمير وتركيا، لتصبح أول شخص يزور معسكرات الفضاء الثلاثة لناسا في سن الثانية عشر، وفي خلال فترة تدريبها، تعلمت عن قلة الجاذبية وتأثيرها على الجسم من فقدان الأكسجين، كما شاركت في مهمات محاكية للواقع، وبنت الصواريخ والروبوتات الخاصة بها، وفي أبريل، حضرت أيضًا دورة تحت الماء، لإعدادها للآثار المربكة للفضاء، وأجرت معظم تدريباتها الأخيرة في جامعة سبيس بروجيكت بوسوم، وهي جامعة خاصة متخصصة في الطيران والفضاء.