الفتاة مارلي دياس

أطلقت فتاة صغيرة تدعى مارلي دياس من مدينة أورانج في ولاية نيو جيرسي الأميركية البالغة من العمر 11 عامًا حملة لجمع 1000 كتاب يتحدث عن الفتيات السوداوات البشرة، وبدأت هذه الحملة في تشرين الثاني/نوفمبر، بعد أن عبرت لوالدتها عن استيائها من الكتب التي تعطى لها في المدرسة.
وسألتها والدتها جنسن دياس عما ستفعله ردا على هذا الأمر، فقررت ماري إطلاق حملتها بمساعدة والدتها التي تعمل كمؤسسة مشاركة في منظمة العمل الاجتماعي، وأوضحت مارلي "بدأت حملتي لاني في الصف الخامس لم أتلقَ إلا كتب تتحدث عن الاولاد البيض وكلابهم، حيث كان استاذي يطلب منا دائما أن نقرأ هذه القصص لكنني لم أجد أي نوع من الاتصال بيني وبين شخصياتها، لذلك لم اتمكن من تعلم الدروس الواجب تعلمها من تلك القصص".
 
ووسعت مارلي حملتها التي انطلقت بالأصل على الانترنت نظرا للدعم الكبير الذي تلقته، فتبرعت الناشرة والكاتبة كيلي كنسن بحوالي 3000 دولار لمساعدة هذه الفتاة الرائعة لجمع الكتب التي تريدها كي تصل الى هدفها، وأرسلت لدياس مجموعة ضخمة من الكتب المصورة.
وتبرعت أيضا دار النشر بارنز أند نوبل بكتب تقدم من خلالها رسالة مفادها أن الكتب التي تقدم بشخصيات مختلفة تسمح للناس برؤية العالم من منظور جديد، وتسمح للأطفال بمعرفة من هم وماذا يريدون من الحياة، ومن المهم ان يقرؤوا قصصا لشخصيات يستطيعون التواصل معها ورؤية أنفسهم من خلالها.
 
وظهرت دياس بعد جمعها لحوالي 700 كتابًا في برنامج "التوك شو" الأميركي حيث حصلت على جهاز كمبيوتر وشيك بقيمة 10 آلاف دولار لمواصلة طريقها، مؤكدة "في البداية كنت أشعر بالقلق من أنني لن أصل الى هدفي، والآن هناك الكثير من الناس الغرباء الذين يشكروني على اطلاقي لهذه الحملة، وهذا يشعرني بالسعادة، فهم دائما ما يخبروني على الـ "فيسبوك" كيف ألهمت هذه الحملة والكتب أبنائهم، وكان من الغريب في البداية أن يعرف الناس أسمي ويقرؤوا عن الحملة ويشكروني من أجلها، ولكنها اليوم اصبحت مثل القاعدة، وهذا أمر ممتع".
وتتمنى دياس استمرار التبرعات حتى بعد أن حققت هدفها كي تستطيع ايصالها الى مدارس اخرى يعاني فيه الاطفال من نفس مشكلتها، وتوضح " سنقيم مهرجان للكتب والتبرعات التي سترسل الى مسقط رأس أمي في جامايكا، وأخطط لأن أتبرع بالكتب للمدارس في نيوارك وفيلادلفيا وويست أورانج".
 
وعبَرت والدتها عن مدى صعوبة تحقيق هدف الفتاة الصغيرة وإيجاد كتب عن الفتيات السوداوات، مشيرة "أنا مسرورة لأن مارلي استطاعت تحقيق حملها، واستطاعت ان تشكل مكتبتها الخاصة، ولكني أشعر بالحزن أن الكثير من الكتب كانت غير موجودة، ويصعب الحصول عليها، لذلك فنحن نحتاج الى المزيد من التغيير".
ولفت مركز احصائيات كتب الأطفال أنه من بين 3 آلاف و500 كتاب للأطفال شملهم استطلاع 2014 كان هناك 84 كتابًا فقط كتبه أفارقة أو أميركيين من أصل أفريقي، وهناك 180 كتابًا فقط تضمن شخصيات أفريقية أو أفريقية من أصل أميركي. وكتب كاتب الاطفال الراحل والتر ددين مايز لصحيفة "نيويورك تايمز" مرة في عام 2014 رسالة تقول "الكتب تنقل القيم، ما هي القيمة التي سنوصلها للأطفال عندما لا يكونوا ممثلين في تلك الكتب؟ من أين سيستطيع الأطفال السود الحصول على الشعور حول هويتهم ومن يكونوا وماذا يريدون؟ وقيل لي كثيرا أن الاطفال السود وخصوصا الأولاد لا يقرءون ولا عجب في ذلك، فهناك الكثير يجب أن يتغير".