أبو بصير

قتل متطرف بريطاني من أصل هندي يدعى "أبو بصير"، قبل أيام خلال مواجهات عنيفة في سورية، حيث ينتمي إلى "جبهة النصرة" التابعة لـ"تنظيم القاعدة". وغادر الرجل منزله في لندن مطلع العام المنصرم، من أجل الانضمام إلى القتال ضد القوات الحكومية السورية وقتل أثناء مواجهات معها بالقرب من اللاذقية. وقٌتل متطرف آخر لا يعرف عنه إلا القليل في إدلب يدعى"أبو خالد" ويعتقد أنه من أصل صومالي.

ودرس "أبو بصير" القانون وعلم الاجتماع في الجامعة وانضم في البداية إلى كتيبة "داعش" البريطانية المعروفة باسم "راية التوحيد"، وظهر في فيديو دعايى مرة واحدة على الأقل وجرى تصويره إلى جانب كومة من الرؤوس المقطوعة لأفراد من الجيش السوري، وبعد تفكيك "راية التوحيد" قبل أشهر، انضم إلى "جبهة النصرة" رافضا الحديث عن الفترة التي قضاها في "داعش"، وزعم أن ظل في التنظيم الأخير لمدة ستة أيام وحلف اليمين لأمير الجماعة لعدم الكشف عن أي تفاصيل حول ماضيه.

وتحدث أبو بصير عن حياته في بريطانيا، موضحا أنه كان بعيش في لندن والتحق بالمدرسة هناك قبل أن يدرس القانون وعلم الاجتماع في الجامعة، وعندما سُئل أبو بصير من طالب جامعي عما إذا كانت الدراسة الجامعية مضيعة للوقت بسبب رغبته في الانضمام إلى القتال في سورية أجاب قائلا "درست شيئا متعلقا بنظام المحاكم، ويجب التحقق من النوايا والاستعانة بالله والتأكد من الانضمام إلى أى جماعة إسلامية جيدة دون النظر إلى الدولة".

وظل أبو بصير، البالغ من العمر 25 عامًا، مستخدما نشطا على مواقع التواصل الاجتماعي حيث كان يجيب على بعض الأسئلة المتعلقة بحياته على صفحته على موقع "تامبلر" كما نشر بعض الصور له على "إنستغرام"، وعند سؤاله عما إذا كان يفتقد شيئا في بريطانيا كتب أبو بصير "دون النظر إلى العائلة أفتقد الذهاب إلى المساجد مع الأشقاء وتناول الوجبات السريعة والمأكولات في أنواع مختلفة من المطاعم، ولم أعد على اتصال بعائلتي في بريطانيا بعد أن أصبحت حياتي الجديدة هنا مع الإخوة".
وسُئل أبو بصير عما إذا كان سيعود إلى بريطانيا، فأوضح أنه لا يوجد سبب يدفعه إلى العودة، وتابع "لماذا أتخلى عن شرف الجهاد من أجل الإهانة، ولماذا أتخلى عن الطريق المبارك للحياة؟".

وسخر المقاتل التابع لـ"جبهة النصرة" من الجماعات المتطرفة المنافسة على وسائل الإعلام الاجتماعية، كما أدان انضمام ثلاث تلميذات من شرق لندن إلى "داعش"، ويملك أبو بصير حسابًا على "يوتيوب" لتوثيق حياته بين القتال والعمل مع المصورين والمشاة، حيث عمل مصورا أثناء معركة "جبهة النصرة" عند جسر الشغور للقتال إلى جانب التركمان والسوريين والأوزبك، وبعد نجاته من المعركة كتب عنها بشكل مطول على مواقع التواصل الاجتماعي مستشهدا بالعديد من الاقتباسات القرآنية، وظهر أبو بصير البريطاني الملقب بـ"الرجل الذئب" بين زملائه في فيديو لمدة دقيقتين بعنوان " لحظة في الرباط: الحرس الدائم في سبيل الله".

وظهر أبو بصير الذي يتحدث بلهجة لندنية واضحة في نوبات الحراسة على خط المواجهة في سورية، وهو يتحدث بصوت منخفض مرتديا ما يشبه القناع لإخفاء هويته ويحمل سلاح AK-47 واصفا الأوضاع على الجبهة، وذكر "الجو ضبابي وبارد والعدو قريب جدا ويمكنك سماع الطلقات المقبلة من نيران الرشاشات الثقيلة".

وتحدث أبو بصير عن الصعوبات التي واجهته على الجبهة من الاتساخ بالطين وعدم وجود مراحيض لقضاء الحاجة، مضيفا "يجب ألا تغفل أو تنام لفترة طويلة، وبالطبع نحن نريد الشهادة ولكن لا يجب أن نكون متهورين بشأن هذه الأمور، وإذا جاءت الشهادة فهذا أمر جيد ولكن الأولوية لدى المجاهد هى حماية حياته حتى يستمر في حراسة القرى والبلدان، إنهم يعيشون حياتهم العادية ولكن على خط الجبهة".
ونشر المتطرفون على "تويتر" تحية لزميلهم بعد مقتله مستخدمين تدوينة "Basirathon".