السفير جمال بيومي

صرَّح أمين عام المشاركة المصرية الأوروبية بوزارة التعاون الدولي السفير جمال بيومي، بأنَّ رئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراتس وحكومته يتحملان مسؤولية ما آلت إليه اليونان واقتصادها.

وأوضح بيومي في حوار مع "العرب اليوم"، أنَّ حكومة "تسيبراتس" اليسارية أسرفت في الوعود للفوز في الانتخابات وخدعت الناخب اليوناني بعد أن وعدته بأنه لن يضار أحد من الإجراءات الصارمة التي قد يفرضها الدائنون، مشيرًا إلى أن التجربة اليونانية المتعثرة بمثابة درس للشعوب وعلى رأسهم المصريون.

وأضاف: "أعلن البنك المركزي الأوروبي عدم زيادة التمويل الطارئ لليونان لتمكينها من مواجهة الأزمة، كما أعلنت مدير عام صندوق النقد كريستين لاجارد عدم اعتزام الصندوق تمديد المهلة لليونان أو تقديم مساعدات أخرى إليها، وبالتالي فقد أغلقت البنوك وسوق أثينا للأوراق المالية أبوابها مدة ستة أيام، وهو مابررته أثينا في مرسوم رئاسي بأنه يأتي ضرورة للحاجة العاجلة وغير المتوقعة بشكل بالغ لحماية النظام المالي اليوناني".

 وتابع: "أود الإشارة، إلى أن المئات من المواطنين اصطفوا أمام أجهزة الصراف الآلي لسحب أموالهم، في حين أن البنوك لا تسمح بأكثر من 60 دولارًا في اليوم الواحد، ما دعا حكومات مجاورة كالحكومة الألمانية لإطلاق تحذير بشأن السفر إلى أثينا، تنصح السياح المتجهين إلى اليونان بحمل سيولة كافية معهم لتفادي أي مشاكل محتملة مع البنوك المحلية".

وشدَّد على أنَّ "المسؤولية تتحملها الحكومة اليونانية برئاسة أليكسيس تسيبراتس، الذي خدع ناخبيه وأسرف في إطلاق الوعود حول أن الناخب لن يدفع فاتورة الديون اليونانية وأنه لا مزيد من الإجراءات الصعبة على العاملين في الدولة أو أصحاب المعاشات، لأنه تم تسريح نسبة كبيرة جدًا من موظفي الدولة أخيرًا، وبالتالي فإن حكومة رئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراتس، تتحمل المسؤولية كاملة دون أدنى شك، فهي حكومة يسارية شابة ليست لديها أدنى خبرة وقد رأينا كيف جرت البلاد والعباد إلى هذا المنحدر الخطير".

واستدرك بيومي: "تسيبراتس واهم للغاية، يحسب أن انسحابه من منطقة اليورو سيضر الاتحاد الأوروبي وهو يستغل ذلك ويضغط من أجل تمديد مهلة سداد ديون بلاده أو للحصول على مساعدات أكبر، فالرجل يناطح الأوروبيين وربما يجهل أن خروج بلاده من الاتحاد الأوروبي لن يضر بأي من بلدان الاتحاد على الإطلاق، ودليل ذلك أن اليونان تشارك بنحو 2% فقط من الناتج المحلي الأوروبي، وهو لا يمثل شيئًا على الإطلاق، وعلى ذلك يصبح رهان رئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراتس، رهانًا خاسرًا، وعودته للدراخمة اليونانية بدلًا من اليورو لن يضر أوروبا في شيء".

وأشار إلى أنَّ "الرجل الذي يقود حكومة يسارية، واهم وحالم ويزعم أن الدائنين كصندوق النقد الدولي والبنك المركزي الأوروبي يبتزون بلاده، وهي تصريحات في حقيقة الأمر لا تعدوا كونها مجرد خداع للمواطن اليوناني ودفعه للظن بأن أثينا ضحية المجتمع الدولي لا ضحية سياساته اليسارية الفاشلة، وهنا أود الإشارة إلى أنَّ اليونان ابتلعت أكثر من 142 مليار دولار، ما يجعل مصر عقب ثورة 30 يونيو وفي ظل المساعدات الخليجية، التي لا تضاهي هذا المبلغ الضخم، بلدًا غنيًا".

وعن الدروس المستفادة من هذا الوضع المتأزم، قال بيومي: "ينبغي على شعوب العالم وعلى رأسهم المصريون أن يأخذوا العبرة والعظة، وينظروا كيف أن الأوهام التي تسوقها بعض الأحزاب للشعوب بهدف الوصول إلى كرسي الحكم دون خبرة أو كفاءة تدمر الدول والشعوب".

واختتم حديث قائلًا: "ينبغي على المصريين أن ينظروا إلى مئات المواطنين اليونانيين ممن يعجزون عن التصرف في أموالهم المودعة في البنوك والمصارف اليونانية إلا بمقدار هزيل لا يتجاوز 60 يورو فقط، وأخيرًا ينبغي على الأحزاب السياسية الاستفادة من تجربة الحزب اليساري الحاكم في أثينا والذي سَوق أوهامًا غير معقولة للناخبين بهدف دفعهم للتصويت له