أصدر الكاتب الصحافي الجزائري شهر الدين برياح، روايته "الطريق الممنوع" باللغة الفرنسية، عن دار "lattres Terre" الباريسية، في تجربة مريرة عاشها المؤلف الذي تقمص وعايش شخصية المهاجر السري الذي يغامر بحياته من أجل بلوغ الضفة الشمالية من المتوسط في مرافقته لقافلة من المهاجرين غير الشرعيين من أصول أفريقية باتجاه شبه جزيرة مليلية بين المغرب وإسبانيا. وجاءت رواية "الطريق الممنوع" في 130 صفحة، تنطلق أحداثها من مخيّم المهاجرين في وادي جرجي في مدينة مغنية ولاية تلمسان الحدودية بين الجزائر والمغرب، ليدخل التراب المغربي ويتسلل من دون أصدقائه الأفارقة، ويحاكي الكاتب الصحافي ابن مدينة مغنية الحدودية تجارب الأفارقة المهاجرين في إسقاط حيّ لحالات الهجرة نحو المجهول، فرارًا من الوضع المتردي، حيث يخوض برياح، في مساحات الأزمة في منطقة الساحل بعد تجربته في مدينة غاو شمال مالي، ومرافقته لقوافل المهاجرين الأفارقة. ويتحدث الكاتب عن فكرة الرواية واختياره لعنوان "الطريق الممنوع"، إسقاطًا على واقع عاشه حين تجول في العديد من الدول الأفريقية والأوروبية ووقف على ظاهرة "الحرقة" أو الهجرة الغير شرعية، وحلم الكثير من الشباب بالعيش في بلد أوروبي، فقرر برياح الإبحار في عولم أدبي فسيح احتضنته رواية " الطريق الممنوع" التي أضفى على واقعيتها خيالاً أدبيًا وفنيًا متميزًا، بلغة فيها من الفكاهة ما يصنع لغة التفاؤل بين هؤلاء "الحراقة". وفصّل الكاتب الجزائري ديكور الرواية على مقاس دقيق، فالمكان هو وادي جرجي بمسقط رأسه مدينة مغنية، وهو المكان أو المخيم الذي جرت فيه غالبية تفاصيل الرواية بشخوصها البائسين، والذين حاول الكاتب أن يجعل منهم شخصيات ضاحكة ومبتسمة لتتحول بعد ثوانٍ إلى بكاء بدموع حارة، وتعمّد استعمال الحوار الفكاهي في النص لإعطاء البعد الإنساني والتفاؤلي، للتوعية بمأساوية ظاهرة الهجرة السرية، حيث نطقت رواية "الطريق الممنوع" حين صمتت الدولة أمام هذه الظاهرة المتفشية بين أوساط الشباب الجزائري والأفريقي مهددة أمن الدول، في الوقت الذي سارعت فيه لتجريم ظاهرة الهجرية غير الشرعية من دون التوغل في العوالم النفسية والاجتماعية لإيجاد حلّ جذري لها