يواصل الأديب الكبير محمود شقير التجريب في كتاباته للأطفال، فيأتينا بالجديد المثير واللافت، وفي قصته "أولاد الحيّ العجيب" الصادرة قبل أسابيع قليلة عن منشورات الزيزفونة لتنمية ثقافة الطفل في رام الله يعالج أكثر من قضية تربوية موجهة للصغار وللكبار، وقد استغل في ذلك خرافة"الشاطر حسن" تلك الحكاية الشعبية المعروفة في التراث الشعبي العربي، فجعل للشاطر حسن دفترا يأتي بالعجائب والمستحيل، فيلبي طلبات كل من يحوز عليه، وفي ذلك إشارة الى أهمية الكتاب والعلم، ودعوة للأطفال وللكبار الى التعلم والبحث عن المعرفة في الكتب، كما في ذلك تنمية لخيال الطفل، ومن يتخيل يفكر، ومن يفكر يصل الى مبتغاة، وأديبنا الذي يحرص دائما في كتاباته أن يساوي بين الذكر والأنثى، ركز في قصته على ماهر وأخته وردة، والبنات والأولاد فهم يتحركون سوية، ويمارسون شقاوة طفولتهم سوية أيضا، والقارئ للقصة يرى أن الهدف الرئيس فيها هو ضرورة انتباه الكبار الى غريزة اللعب والحركة المستمرة عند الأطفال، وأنه لا يجوز قهر الأطفال وإجبارهم على الصمت، بل يجب تهيئة الظروف لهم لممارسة فطرتهم في اللعب الطفولي البريء، كما أن في القصة دعوة غير مباشرة للأطفال كي يتحاوروا ويفكروا في الطريقة التي توصلهم الى مبتغاهم، لذا فإنهم في القصة احتالوا بذكاء على الرجل العملاق الذي حولهم الى سناجيب بواسطة القوة الخارقة لدفتر"الشاطر حسن" فاستعادوا الدفتر منه، وعادوا بواسطته الى وضعهم الانساني، وحولوا الرجل العملاق الى مهرج يغني لهم ويدخل الفرح الى قلوبهم.