تتواصل أنشطة مهرجان الكويت المسرحي في دورته الثالثة عشرة على مسرح الدسمة وسط حضور شبابي لافت، حيث قدمت فرقة المسرح الجامعي مساء أمس الاول عرضها "ريتويت" للمؤلف سامي بلال والمخرج نصار النصار اللذين قدما رؤية فنية رائعة اسقطا من خلالها على الاوضاع الحالية التي تمر بها "الديرة" والدول العربية. أحداث المسرحية بشكل عام أسقطت على الواقع الذي نعيشه دون تحديد مكان معين، وظهر هذا من خلال تنوع اللهجات في محاولة لتأكيد الشمولية في العرض، وقدمت لقضايا ملموسة مثل: ميل قطاع من الشباب الى تقليد الغرب في اللغة والأزياء والحركات والرقصات، وكذلك نهب المال العام والفساد والرشوة المنتشرة في بعض القطاعات كالسوس الذي ينخر في أساس البنيان ويكاد يهدمه إذا لم ينتبه الجميع ويعودوا الى تراثهم وأخلاقياتهم وعاداتهم وتقاليدهم، حيث أراد المخرج النصار ان يقول في عرضه ان "الحرامي حرامي" بغض النظر عما ينتمي اليه من طائفة أو قبيلة وعلى الرغم من أن فرقة المسرح الجامعي كانت متعثرة قبل سنوات في عدة دورات مهرجانية واتسمت عروضها بالضعف والسطحية لدرجة جعلتها أقرب الى العروض المدرسية، إلا أنها نجحت في الاستفادة من الملاحظات والنقد وقدمت عرضا متوازنا، واستطاع المخرج النصار ان يبهر الحضور من خلال عرض جميل أقرب الى العروض الجماهيرية منها الى العروض الاكاديمية، واستعان بـ "المشهيات" كالغناء والرقص والحركات، وحافظ على حيوية الاحداث رغم المباشرة في الطرح وان لجأ الى توظيف زينب خان في دور الراوي للأحداث بشكل بعيد عن الراوي التقليدي، مستغلا وسائل التواصل الاجتماعي ومنها الـ "تويتر" فظلت تغرد طوال العرض بمقولات مفسرة للحدث أو منتقدة الأوضاع والسلوكيات غير السوية. باختصار فقد حملت مسرحية "ريتويت" العديد من الافكار والقضايا المهمة من خلال منظور شبابي بحت ويجب الوقوف عندها حتى لا نفقد "الوطن" الذي يحتضن أبناءه بكل حب وإخلاص.