قدمت فرقة " مسرح تحت التأسيس"، على مسرح هاني صنوبر، مسرحيتها «كمّستير» من تأليف وإخراج ثامر الخوالدة، وفق أسلوب المونتاج (القطع) الذي تأسس على أداء تقنيات مختلف الشخوص، التي جسدها: ثامر خوالدة، آلاء حمّاد، عطية المحاميد، بكر الزعبي، ومثنى القواسمة.  عنوان المسرحية جاء من الذاكرة الشعبية، وهو يجسد لعبة للأطفال، غير أن التوظيف البارع لعنوان المسرحية في النص الدرامي، تَوجه «اللعب» في السياق السمعي والمرئي، إلى البحث عن المفسِدين، بحسب حوارات الشخصيات التي أشّرت لقضية «الباص السريع»، المشروع الذي أُنفقت عليه أموال طائلة، يسأل أحد الممثلين: «هل رأيت الباص السريع؟»، وتأتي الإجابة سريعاً: «من كثرة سرعته لم نلحق به ولم نشاهده!». استعارت المسرحية عنوان رواية «ما وراء الشمس»، التي هجت قسوة التعذيب الذي مارسته السلطات المصرية ستينات القرن الماضي، بينما تنوّع إيقاع النص الدرامي بمستوياته المتعددة، متّجهاً نحو اللوحة الراقصة والأغنية، من باب دفع الأحداث قريباً من «الصورة المسرحية» بعيداً عن الرتابة الحوارية، خصوصاً في مشهد انضمام الأردن إلى مجلس التعاون، إذ استُعين بأغنية ذات إيقاع ولحن خليجيين. ولم يسْلم أداء مجلس النواب من نقد المسرحية، التي شدت المشاهدين حتى انتهاء الفعل فيها، وبخاصة مشاهد عصير التفاح لتنشيط الذهن، كما استعادت بعض اللوحات الراقصة، موضوع منْح مجلس النواب أعضاءه جواز السفر «الأحمر»، إلى أن تدعو هذه اللوحات إدارة التلفزيون الأردني، لزيادة بث مناقشات أعضاء مجلس النواب، لمشاهدتها بدلا من مشاهدة المسرحيات الكوميدية، بحسب هذه المشاهد واللوحات. المسرحية التي ختمت أحداثها بصوت فيروز «أردنّ أرض العزم..»، بدت إضافة نوعية، كونها تتنسم رسائلها من رياح التغيير التي تهب جراء الحراكات الشعبية العربية، وتطرحها في قالب السخرية اللاذعة، خصوصاً أنها موجهة إلى جميع الشرائح الاجتماعية كما يؤكد المخرج ثامر الخوالدة: «نحاول تقديم الجديد، لأن الناس يريدون تجاوز الحالات المسرحية النمطية أو المحنطة».