الرقص ـ أرشيفية

أطلق شباب جامعيون في اللاذقية مبادرة بعنوان "تجرأ" ومضمونها "تجرّأ.. وبس لمّا بتتجرأ ببلّش التغيير" فلطالما شاهدنا الكثير من المطربين والراقصين والموسيقيين في الدول الأوروبية يعبرّون عن أنفسهم في الشارع، هكذا ببساطة وعفوية وأمام الجميع، ودائماً كنا نقول "بس نحنا ما منتجرأ". و"تجرّأ" مبادرة شبابية انطلقت لنقل التجربة العالميّة – الرّقص في الشارع- إلى مدينة اللاذقيّة، بطريقة جميلة أظهرت عدد من الراقصات والراقصين الشباب يعبّرون عن أنفسهم بالرقص في شوارع المدينة.
 
كانت الفكرة حاضرة لدى كل من روّنق القدّار وتوما بيطار مؤسسا مبادرة "تجرّأ"، فبدأوا بتنفيذها والتصوير في شوارع مدينة اللاذقية بجرأة يبدو أنها أعجبت المتابعين. ويقول توما عن فكرة "تجرّأ":"نحن مجموعة من الشباب والطلاب الجامعيين، وجدنا من هذا المشروع وسيلة لمواجهة المخاوف التي تعترض رغبة الكثير من الأشخاص في التعبير عن أنفسهم، وعدم التردد و الاندفاع نحو تحقيق الحلم أو الطموح الذي يرغب أي شخص في تحقيقه".
 
ويتابع "استخدمنا الرقص كطريقة للتعبير عن هذه الفكرة والرغبة القوية في التغيير، خاصة على المستوى الفكري والإجتماعي، مضيفاً أنه "بالرغم من أنّ الرقص موجود في ثقافة البلد منذ فترة طويلة إلا أنه أصبح منسيّاً، لذا حاولنا أن نحييه بطريقة معاصرة من خلال الشارع". ولدى مشاهدة مقطع الفيديو، تَظهر شوراع مدينة اللاذقية القديمة، بسحرها الخاص، وهي التي لم تأخذ حقها إعلامياً، ظهرت "اللاذقية القديمة" و "جبلة القديمة" و "كورنيش جبلة"، ليبدأ الرقص المعاصر من قلب هذه الأماكن التاريخية.
 
وعن مبادرة "تجرأ" تقول روّنق "أردنا أن ننقل تجربة الرقص العالمية التي بدأت من شوارع "نيويورك" وانتقلت بعدها إلى عدة بلدان ومنها مصر – القاهرة، إلى سوريا عموماً وإلى مدينة اللاذقية تحديداً". وتضيف روّنق وهي طالبة هندسة زراعية في جامعة تشرين "في البداية، شعرنا بالتوتر من ردود الفعل السلبية التي يمكن أن تعترضنا، ولكن حقيقة ما حدث هو أن 90 % من ردود الأفعال كانت إيجابية، استغربوا الوضع في البداية، لكنهم استمتعوا في النهاية".
 
"أبو طارق" كان له دور في تنفيذ مبادرة "تجرّأ" فهو ضابط طيار سابق، جال مختلف بلدان العالم، وحضر العديد من عروض "الباليه" الراقصة عالمياً، وقدم خلاصة تجربته للشباب المنفّذ، وكان له دور جميل في تقديم الفيديو بشكل عفوي ومحبب إلى القلوب. وعن المشاركين يقول توما وهو طالب هندسة معمارية في جامعة تشرين "تم اختيار الراقصين بعد فترة تدريب، وهم طلاب جامعيون من اللاذقية منهم ذو الفقار محمد، روّنق القدار، كاتيا ديبان، علي عمران، لارا أمون، ميرنا سطوف ، وليد كرياني".
 
وبعد نشر الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي كانت معظم التعليقات إيجابية وداعمة للفكرة، وشعر الناس بالفرح لرؤيتهم المدينة بطريقة فنية، ووجدها البعض الآخر بداية لنشر ثقافة الفن الراقية وللتعبير عنه في الحديقة أو الشارع أو في أي مكان عام بعفوية بعيدة عن التكلّف وبحيث يكون متاحاً للجميع.
 
وتتمثل الأفكار الأولية للمبادرة في "الجسد لا يكذب أبداً، سنرقص لحياة أفضل، تجرأ ولما بتتجرأ ببلّش التغيير".. ولربما تكون البداية لأفكار فنية أخرى تجعل من الفن متاحاً للجميع، وليس حكراً على فئة معينة، ولربما نشهد بجهد وإبداع الشباب السوري، إحدى مدن سوريا عاصمة للرقص يوما ماً كما هو الحال في مدينة ليون الفرنسية… لمَ لا؟