عودة شركة بريتش بتروليوم منافسًا على الامتيازات النفطية البرية الضخمة في أبو ظبي تعد بمثابة الفصل الأخير في قصة مستمرة تكشف الكثير عن منطقة الخليج ذات المشهد السياسي المتغير، وعن علاقة المنطقة بالشركات الأجنبية. فبعد أشهر من المحادثات والدبلوماسية المكثفة، يبدو أن المجموعة عادت إلى سباق تجديد امتياز حقول النفط في أبو ظبي، عقب استبعادها بصورة مفاجئة في مرحلة توجيه الدعوات إلى مقدمي العطاءات المحتملين خلال الصيف. وأثارت تلك الملحمة التي استمرت خمسة أشهر، تدقيقًا في العلاقة بين الغرب وبلدان الخليج النفطية التي تتحول اقتصاديًا نحو آسيا. ويقول محللون إن مثل تلك الجوائز المتمثلة في صفقة نفط أبو ظبي والعقود التجارية الكبيرة في دول الخليج تعد بمثابة اختبارات للنظرة العالمية المتغيرة للمنطقة، وليس لمجرد اختبار الفطنة التقنية والتجارية لمقدمي العروض. وبحسب روبين ميلز، كبير الاستشاريين لدى شركة منار إينرجي: "هناك شعور سائد في الخليج بأن الولايات المتحدة ربما ستصبح أقل اهتماما بالمنطقة عقب اكتشاف احتياطيات للنفط والغاز على الأراضي الأميركية، إضافة إلى أنها تتحول نحو آسيا". وأضاف: "دول الخليج تتفكر فيما يمكن أن يحدث، ولذلك تضع بذورًا في أماكن أخرى".