في مثل هذا 21 كانون الثاني/يناير عام 2008، شهدت أسواق المال واحدا من أسوأ أيامها منذ عدة سنوات حيث تراجع مؤشر داو جونز 504 نقطة، وهو سادس أكبر تراجع في تاريخ بورصة نيويورك وأسوأ تراجع منذ هجمات أيلول/سبتمبر. جاء ذلك كرد فعل من جانب المستثمرين على إعلان إفلاس بنك ليمان برذرز الاستثماري وبيع بنك ميريل لينش إلى بنك أوف أميركا مقابل 50 مليار دولار. وسادت الأسواق المالية مخاوف من استمرار انهيار بنوك ومؤسسات مالية وأمريكية، وفقدت الأسهم الأميركية أكثر من 2 في المئة مع بدء التعامل، وهوت أسهم المجموعة الأمريكية الدولية "ايه اي جي" للتأمين مع عمليات بيع هائلة لاسهمها تحسبا لأن تكون الضحية التالية في مسلسل الانهيار. كما شهدت مؤشرات الأسهم في أوروبا وأسيا انخفاضا شديدا في بداية تعاملات الأسبوع نتيجة الاضطراب في الدوائر المالية بشأن مستقبل البنك الاستثماري الأميركي ليمان براذرز. وهبط مؤشر فاينانشيال تايمز للشركات المئة الكبرى في لندن بنسبة 2.7 في المئة في بداية التعاملات، بينما هوى مؤشر كاك 40 الفرنسي بنسبة 3.4 في المئة ومؤشر داكس الألماني بنسبة 2.8 في المئة. وفي أسيا، أنهى المؤشر الرئيسي في استراليا التعاملات متراجعا بنسبة 1.8 في المئة وفي سنغافورة هبط مؤشر "اس تي اي" بنسبة 2.3 في التعاملات الصباحية. وفي تايوان أغلق المؤشر الرئيسي للأسهم على انخفاض بنسبة 4 في المئة، وفي الهند هوت أسعار الأسهم بأكثر من 5 في المئة في بداية التعاملات، ومعظم البورصات الرئيسية في أسيا مثل "طوكيو وهونغ كونغ وشنغهاي وسيول" مغلقة بسبب عطلات هناك آنذاك. وفي تلك الأسواق، لوحظ أن أسهم قطاع البنوك والتأمين والخدمات المالية كانت الأكثر تضررا بعدما أعلن ليمان برذرز، رابع أكبر بنك استثماري في أميركا، أنه سيطلب حماية إفلاس. في الوقت نفسه، تراجعت قيمة الدولار الأميركي في التعاملات الأسيوية بسبب المخاوف حول مدى استقرار النظام المالي الأميركي إفلاس بنك ليمان بعد فشل محاولات بيعه إثر خسائره الكبيرة وهبط سعر الدولار بنسبة 2.3 في المئة إلى 105.45 ين، في أكبر نسبة هبوط في يوم واحد منذ مطلع عام 2002. كما ارتفعت قيمة اليورو مقابل الدولار بنسبة 1.7 في المئة ليصل اليورو إلى 1.4479 دولار.