فاروق حسني يراوغ التجريد ويحاور بيكاسو بدهشة الكولاج
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

عبر معرضه الجديد الذي يضم 62 لوحة في "قصر الفنون"

فاروق حسني يراوغ التجريد ويحاور بيكاسو بدهشة "الكولاج"

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - فاروق حسني يراوغ التجريد ويحاور بيكاسو بدهشة "الكولاج"

الفنان فاروق حسني وزير ثقافة مصر الأسبق
القاهرة - العراق اليوم

يفتح الفنان فاروق حسني، وزير ثقافة مصر الأسبق، شهية حركة النقد التشكيلي بمعرضه الجديد الذي يعتمد فيه على تكنيك مغاير يستند على فن «الكولاج». وتتزين جدران «قصر الفنون» (عائشة فهمي) بالزمالك بلوحات متنوعة الأحجام والمقاييس. يضم المعرض 62 لوحة موزعة بتناغم مدروس على ثلاثة طوابق وبين أروقة القصر التاريخي. «الشرق الأوسط» تجولت بين أروقة المعرض الذي تجسد لوحاته محطة جديدة في تاريخ فاروق حسني الفني.

في حديث لـ«الشرق الأوسط»، يقول حسني عن تجربته في مزج «الكولاج» بالتجريد: «أرى ما أقدمه غاية في البساطة، لأنّه نابع من مشاعر وإحساس داخلي يمتزج بتجارب بدأتها منذ ثمانينات القرن الماضي، ربما هذا التكنيك أستخدمه بصورة مغايرة ما جعل الجمهور يستمتع بعنصر المفاجأة».

اللوحة الأضخم في المعرض التي تشبه الجداريات بعنوان «إهداء إلى بيكاسو» تقوم على منهج تفكيكي لفهم بيكاسو، وإعادة اكتشافه، وفق حسني الذي يقول: «هذه اللوحة أهديها إلى بيكاسو، إذ انتقيت مرحلة فنية مهمة من حياته وأجزاءً من لوحات له كقصاصات لتكون مدخلاً جديداً لفهم أعماله، مع مقاسات غنية للألوان وانطباع وجداني بحت كحوار عاطفي مع أعماله الخالدة».

مفاهيم مثل «الحب والطموح والغواية والأمل والتأمل والتحول» يقدمها فاروق حسني بصرياً عبر أشكال مثل «الأيدي المتجهة للسماء، والناقة الهائمة في الصحراء، وعيون ووجوه ونساء وتماثيل نصفية هيللينية تنبض بالحياة، كما تعكس أقصوصات الكولاج مشاهد ديناميكية تتقاطع مع إشكالية الحياة والخلود».إذا لجأنا للنظرية الانفعالية في محاولة تفسير أعمال فاروق حسني الأخيرة، وفقاً لرائدها أوجين فيرون، فإن «الفن مظهر الانفعال، يتم التعبير عنه بطريقة خارجية، عن طريق تنظيم الخط والشكل واللون حيناً».

يستجمع حسني انفعالاته ويكثفها، وفقاً لمسطح اللوحة، وهو متقيد كلياً بميثاق من عدم المباشرة والصور الذهنية المسبقة، بل يضعنا أمام تكوينات جديدة على المتلقي، محاولاً أن يظفر بانطباعات الدهشة لدى جمهوره، وصولاً إلى نشوة الإمتاع البصري، لذا ستجد عناصر مفاجأة في كل لوحة تستوقفك وتحيرك. يوظف حسني اللون الأبيض علامةً تقودك لمعنى معين، وكأنها مساحة بين أبيات شعرية تفتح المجال للتأويل، أو فاصل موسيقي يرفع حدة اللحن البوليفوني ويخفضه. وبعد أن تعبر بناظريك بين تكوينات اللوحة ستجد العلامات البيضاء والخطوط كأنها مفتاح لغة تواصل بصري بينه وبين المتلقي.

يملك حسني هذا التأثير الإيجابي في حركة الفن التشكيلي المصري والعالمي، بنهجه المعاصر في مجال الفن التجريدي، وخلقه لأسس لحنية ونغمية داخل أعماله الفنية. وصاحبت المعرض دراسة رصينة أعدتها الناقدة التشكيلية د. أمل نصر، أستاذ ورئيس قسم التصوير، في كلية الفنون الجميلة بجامعة الإسكندرية، بعنوان «الحرية بين علامتين» عن أعمال المعرض التي تسجل محطة جديدة في مسيرة فاروق حسني الفنية، وتثير شهية النقاد حول تقديم قراءات متنوعة لأعماله وتتوقف عند تجربته، تقول لـ«الشرق الأوسط»: «لا يزال الفنان المصري فاروق حسني يطلق عوالمه الحرة باقتدار في انحياز مخلص للغة الشكل، وإيمان بقدراتها الباذخة على الطرح والعطاء، يواصل بجسارة تجربته التجريدية التي تطرح فروضها الجديدة في هذا العرض من خلال مسارين رئيسين: التصوير، والتصوير المضاف له بعض المقاطع الفوتوغرافية بتقنية الكولاج». وعلى الرغم من أن حسني يمتلك ذلك الانطلاق الانفعالي الذي يتيح لبنياته الشكلية أن تتواتر على السطح المصور، بهذه السرعة والتدفق، فإن أعماله ليست مجرد ظواهر شكلية تلقائية تحمل أثر الخبرة والممارسة، لكنّها ثمرة تأمل طويل واستقطار لمخزون من المرئيات، ومهارة التخيل، وإعادة التركيب لكل ما سبق له رؤيته، فهو حسب تعبير نصر يمتلك «القدرة على تحوير المرئيات وإخضاعها لنسق بنائي جديد يتفق مع لغته الفنية الخاصة».

ووفق نصر، فإنّ «أعمال فاروق حسني تضع المشاهد أمام قضية تلقي الاتجاه التجريدي في الفن، وأيضاً قضية تناوله نقدياً؛ فعندما نتحول من لغة الشكل إلى لغة الكتابة نكون قد وقعنا حتماً في فخ التأويل، وإذا كان هناك من يرى أن الشعر لا يترجم من لغة إلى لغة أخرى، حتى لا يفقد جانباً من جماليات لغته الأصلية أثناء الترجمة، فما بالك بالتنقل بين لغتين: لغة النص البصري ولغة النص المكتوب، لكننا لا محالة واقعون في هذا الفخ طالماً دخلنا كطرف ثالث بين الفنان والعمل الفني». ويعتمد حسني كفنان تجريدي على شكل من أشكال التكوين في أعماله يندرج تحت وصف هربرت ريد، بأنّه ديناميكي ومفتوح، وهو تكوين متصاعد البناء، تكون حدود الصورة فيه مجهولة، فالإحساس المكاني الذي تقدمه الصورة ينساب إلى خارجها في سعي إلى خلق شيء متحرك محلق، وإلى محو الحدود والخطوط الواضحة، وإيجاد انطباع بوجود اللامتناهي وغير المحصور وغير المحدود، وفق أستاذ ورئيس قسم التصوير بكلية الفنون الجميلة.

قد يهمك ايضا

"البحرين للثقافة" تؤكد أن المنجزات الحضارية تتحقق عبر تعاون الجهات العامة والخاصة

"موقان" في الجزائر أقدم مكتبة في أفريقيا

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فاروق حسني يراوغ التجريد ويحاور بيكاسو بدهشة الكولاج فاروق حسني يراوغ التجريد ويحاور بيكاسو بدهشة الكولاج



أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 22:48 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 20:55 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 04:58 2016 الأربعاء ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

تويوتا "C-HR" تتفوق على نيسان قاشقاي في السرعة

GMT 23:30 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

مايا دياب تتألّق في فستان قصير من الجلد بلون “الهافان”

GMT 00:00 2017 الجمعة ,27 تشرين الأول / أكتوبر

شغّل عقلك وكن موضوعيًا تفاديًا للمشاكل المستقبلية

GMT 01:53 2015 الأربعاء ,02 أيلول / سبتمبر

232 مصاب في حريق مبنى " أرامكو "يغادرون المستشفيات

GMT 02:29 2014 الإثنين ,13 تشرين الأول / أكتوبر

" الصافي دانون " تقييم حفلة لمعايدة منسوبيها في الرياض

GMT 03:42 2017 الخميس ,13 إبريل / نيسان

ميس حمدان تستأنف تصوير "طاقة نور" بعد شم النسيم

GMT 02:18 2014 الخميس ,09 تشرين الأول / أكتوبر

الثوم يضر بصحة الأم خلال فترة الرضاعة الطبيعية

GMT 16:14 2014 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

زيادة أرباح "نادك " السعودية بنسبة 4.24%

GMT 17:46 2019 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

عطور متنوعة تليق بطالبة الجامعة

GMT 01:48 2019 الخميس ,03 كانون الثاني / يناير

كايلي جينر بإطلالة جريئة في رأس السّنة

GMT 16:27 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

انخفاض طفيف بسعر فحم الطاقة القياسي في الصين الأسبوع الماضي

GMT 20:03 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

"التويد" يتربع على قمة عرش الموضة في شتاء 2018

GMT 02:56 2018 الجمعة ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سعد رمضان سعيد بالمشاركة في مهرجان الموسيقى العربية

GMT 19:21 2018 الخميس ,18 تشرين الأول / أكتوبر

حذاء المحارب الرانجر ""Combat Shoes يُسيطر على موضة الخريف
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq