أخطاء بمنهج الفلسفة للثانوية 22
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

أخطاء بمنهج الفلسفة للثانوية (2-2)

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - أخطاء بمنهج الفلسفة للثانوية (2-2)

عمار علي حسن

ويواصل د. محمد عبده أبوالعلا فى رسالته التى بعثها لى حول أخطاء فى منهج تدريس الفلسفة فى المرحلة الثانوية قائلاً: «إن التعريفات الثلاثة التى وضعها المؤلف للعلم فى صفحة 46 ما هى فى حقيقة الأمر سوى تعريف واحد يمكن صياغته كما يلى: «العلم هو دراسة الظواهر الطبيعية عن طريق المنهج التجريبى بهدف التوصل إلى القوانين التى تفسر لنا هذه الظواهر مما يساعدنا فى السيطرة عليها والتحكم فيها». وبذلك لا توجد تعريفات متعددة للعلم، ولكن هناك تعريف واحد على خلاف الفلسفة التى تتسم بالذاتية. فالعلم لا يمكن بأى حال من الأحوال أن نقول إن له أكثر من تعريف، فهذا يتعارض مع الموضوعية التى تمثل أهم سمات العلم. فتعريف العلم واحد، ومنهجه واحد، وموضوعه واحد، والهدف منه شىء واحد هو التوصل إلى قوانين تفسر لنا الطبيعة بهدف السيطرة عليها والتحكم فيها. من الغريب جداً أيضاً هنا أنه حتى فى التعريف الثانى (تعريف العلم من حيث المنهج)، والتعريف الثالث (تعريف العلم من حيث نتائجه التطبيقية) بنفس الصفحة (ص 46)، نجده يضع تعريفين يفتقدان أهم شروط التعريف المنطقى، ذلك الشرط الذى يتمثل فى أن يكون التعريف أوضح من المعرَّف. فهو فى تعريفه للعلم من حيث المنهج يقول: «العلم هو الطريقة التى أنتج وينتج بها رجال العلم تلك القوانين والنظريات العلمية»، إنه هنا لم يذكر ما هو ذلك المنهج أو تلك الطريقة، وبالتالى فكأنه لم يقل شيئاً. كذلك فى تعريفه للعلم من حيث النتائج نجده يقول إن العلم: «مجموع تطبيقاته التى ننعم بها فى حياتنا الآن من أجهزة علمية (شبكة الاتصالات والمواصلات، أجهزة منزلية... إلخ)، فالعلم هنا هو نتائجه». إنه فى هذا التعريف لم يشر بأى إشارة إلى القانون الذى يمثل النتيجة النهائية من البحث العلمى. فهذا التعريف لا ينطبق على تعريف العلم أو العلوم الطبيعية، ولكنه ينطبق حرفياً على تعريف التكنولوجيا، عندما نريد أن نميز بينها وبين النظريات والقوانين العلمية. ثالثاً- فى صفحة 13 عندما يقارن المؤلف بين الأسلوب الفلسفى والأسلوب الإبداعى يجعل الجدة والأصالة صفتين من صفات الأسلوب الإبداعى، وكأن الأسلوب الفلسفى لا يتصف بهاتين الصفتين. كذلك يقول عن الأسلوب الإبداعى إنه «عادة ما يغير فى مبادئ موجودة ومقبولة»، وهذا تعبير غير دقيق أيضاً، لأن التغيير لا يكون إلا فى ضوء ما تنادى به هذه المبادئ وليس للرغبة فى التغيير فى ذاتها. فالمؤلف يجعل أصحاب الأسلوب الفلسفى يغيرون أو لا يغيرون، أما أصحاب الأسلوب الإبداعى فعادة ما يميلون لتغيير المبادئ، وكأن التغيير فى المبادئ محكوم برغبة صاحب هذا الأسلوب أو ذاك، فى حين أن ما تنادى به المبادئ هو الفيصل فى هذا الأمر. فـ«الانتهازية» مبدأ، و«الجرأة فى الحق» مبدأ، ولكن الأول يستوجب التغيير، والثانى لا يمكن تصور أحد ينادى بتغييره سواء كان مبدعاً أو فيلسوفاً. فالتغيير ليس هدفاً فى حد ذاته، وإنما التغيير يجب أن يكون للأفضل. عموماً، فإن مجرد التمييز بين الأسلوب الفلسفى أو حتى الأسلوب العلمى من ناحية، والأسلوب الإبداعى من ناحية أخرى هو مغالطة واضحة؛ لأن الإبداع يجب أن يكون جزءاً لا يتجزأ من التفكيرين الفلسفى والعلمى. فأهم ما يميز مشاهير الفلسفة والعلم هو الجدة والأصالة فى نظرياتهم الفلسفية والعلمية، تلك السمة الرئيسية للتفكير الإبداعى (سواء فلسفى أو علمى). كذلك يقول المؤلف عن الأسلوب الإبداعى إنه «لا يتحدد بالقواعد المنطقية»، وهذا تعبير فيه مغالطة واضحة أيضاً؛ لأن أهم ما يميز الأسلوب الخرافى هو أنه لا يتحدد بالقواعد المنطقية، ولذلك نصفه بأنه خرافى أو ساذج. فنحن نُعلّم الطلبة أن للمعرفة معيارين: إما قواعد منطقية أو أدلة علمية تخضع للقياس والتجريب. فكيف نقول إذن أن الأسلوب الإبداعى لا يتحدد بالقواعد المنطقية؟! فهذه مغالطة واضحة. فبدلاً من ذلك كان من الممكن أن يقول المؤلف: إن الأسلوب الإبداعى لا يتحدد بالعرف والعادات والتقاليد البالية. فهذا هو الصحيح. فالقول بأن المبدع لا يلتزم بالقواعد المنطقية أمر فى غاية الخطورة». انتهت الرسالة وننتظر رداً من مؤلف الكتاب أو من وزارة التربية والتعليم.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أخطاء بمنهج الفلسفة للثانوية 22 أخطاء بمنهج الفلسفة للثانوية 22



أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 01:07 2017 الخميس ,19 كانون الثاني / يناير

شاهدي أجمل فساتين السهرة لعام 2017 بتوقيع زهير مراد

GMT 07:16 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

جزر المالديف وجهة استوائية لقضاء شهر عسل رومانسي وممتع

GMT 18:20 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

عمرو موسى ضيف برنامج "يحدث في مصر" على "MBC مصر" الثلاثاء

GMT 06:36 2017 الخميس ,21 أيلول / سبتمبر

الفنانة لوسي تعلن أنها راقصة مصر الأولى

GMT 18:25 2017 الإثنين ,17 إبريل / نيسان

أعشاب البردقوش لعلاج العديد من الامراض

GMT 12:33 2017 الثلاثاء ,05 أيلول / سبتمبر

أحاديث العيد التي لا تنتهي

GMT 13:39 2015 الجمعة ,11 أيلول / سبتمبر

زاك إيفرون يحتفل بمرور سنة على علاقته بحبيبته
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq