نساء مراكش أكثر استخدامًا للدراجات النارية والهوائية
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

نساء مراكش أكثر استخدامًا للدراجات النارية والهوائية

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - نساء مراكش أكثر استخدامًا للدراجات النارية والهوائية

مراكش - وكالات
أظهرت إحصاءات، نشرت، أخيرا، أنه يوجد في مراكش ما يفوق الـ200 ألف دراجة نارية وأزيد من 50 ألف دراجة هوائية. أرقام جعلت من مراكش «مدينة دراجات» بامتياز، بحيث تحولت «البشكليت» (تطويع للاسم الفرنسي للدراجة الهوائية إلى الدارجة بلكنة أهل مراكش)، كما «الموتور» إلى «علامة» أخرى، تميز المدينة الحمراء، عن غيرها من المدن المغربية، إلى درجة ذهب معها عدد من المتتبعين إلى أن «مراكش من دون دراجات لن تكون هي مراكش». إقبال المراكشيين، بمختلف طبقاتهم وأعمارهم، على الدراجات، بمختلف أحجامها وأشكالها، له ما يبرره، من جهة انبساط المدينة والعلاقة التي ربطها أهلها مع الدراجات، التي تتميز بانسيابها في هدوء وسلاسة بين الدروب والأزقة، في انسجام تام مع معمار وروح المدينة الحمراء، ملخصة لرغبة «التأني والاسترخاء»، التي تميز «بهجاوة» ومدينة «البهجة». ولكن ما يثير انتباه زوار مراكش أكثر ليس فقط كم الدراجات النارية والهوائية، التي تجوب شوارع وأزقة المدينة، ولا حتى عدم احترام أغلب سائقيها لإشارات المرور، بل أن تكاد النساء تشكل غالبية سائقي هذه الدراجات، خاصة النارية منها، إلى درجة تحول معها هذا الاختيار إلى ظاهرة، يتعجب منها السياح والزوار العرب والغربيون، على حد سواء. وفي مقابل حالات الدهشة والاستغراب، التي تنتاب زوار المدينة الحمراء، خاصة العرب منهم، فإن آراء أهل مراكش تميل إلى تقبل عادة وظاهرة ركوب المراكشيات للدراجات، إذ يعتبرون هذه الوسيلة من ضروريات الحياة المعاصرة، التي دفعت بالمرأة لتحمل أعباء المسؤوليات الإضافية خارج البيت. وبينما تفضل النساء ركوب الدراجات النارية، فإن الرجال يستعملون، في تنقلاتهم، الدراجات النارية والهوائية، على حد سواء؛ النارية عند الاستعجال أو للركوب «الجماعي»، والدراجة الهوائية للتجول و«التريض». وترجع النظرة الإيجابية التي يوليها المراكشيون لظاهرة ركوب النساء للدراجات النارية، بمختلف أشكالها وأحجامها، إلى عاملين أساسيين، بشكل خاص، أولا قدرة المراكشيات على فرض شخصيتهن ومكانتهن داخل النسيج المراكشي، وثانيا اقتناع أزواجهن وأشقائهن وآبائهن، من الذكور، بالقيمة المضافة التي تمثلها الدراجة ودورها في حياة الأفراد، بشكل خاص، والأسر المراكشية، بشكل عام، سواء عند التنقل للعمل أو لقضاء أغراض العائلة خارج البيت. وليست قيادة نساء مراكش للدراجات النارية وليدة اليوم، بل ترجع إلى عقود ماضية، إذ يتعلق الأمر، حسب الباحث والإعلامي عبد الصمد الكباص، بـ«تأثير تاريخ تواصل لأزيد من ستين سنة أصبح فيه امتطاء النساء للدراجات بالمدينة الحمراء عادة مألوفة لا تثير أدنى دهشة. في عهد الحماية الفرنسية كان بعض النسوة اللائي يشتغلن في بيوت المعمرين يستعملن الدراجات للتنقل من عمق المدينة العتيقة إلى الحي الفرنسي الذي شيدته سلطات الحماية في منطقة جليز. كانت ملامح هؤلاء النسوة مميزة، جلابيب فضفاضة متوجة بغطاء للرأس، يسمى حينها (القب). بعدها صارت التلميذات وبعض الموظفات لدى الدولة تتجاسر على ركوب الدراجة، من دون أن يثير ذلك انزعاج أو اندهاش أحد من السكان، بل كان الآباء يسارعون إلى اقتناء دراجات لبناتهم لضمان وسيلة نقل آمنة لهن». المراكشيون لم يتآلفوا ويتسامحوا مع قيادة نسائهم للدراجات فقط، بل ذهبوا لأبعد من ذلك وهم يتركون أمر قيادة وتسيير المدينة الحمراء بكاملها إلى «الجنس اللطيف»، بعد أن انتخبوا أربع نساء لرئاسة أربعة مجالس منتخبة بمراكش، في سابقة على المستوى الجهوي والوطني، حيث يتعلق الأمر بفاطمة الزهراء المنصوري التي تتقلد، اليوم، منصب عمدة المدينة، وزكية المريني التي تترأس مجلس مقاطعة جليز، وميلودة حازب التي تترأس مجلس مقاطعة النخيل، وجميلة عفيف التي تترأس مجلس عمالة (محافظة) مراكش. وإذا عدنا إلى تاريخ مراكش، فسنكون مع نساء كثيرات، ساهمن في بناء الرصيد الثقافي والعمراني والعلمي لمدينة مراكش، منذ المرابطين إلى العلويين، بدءا من الأميرة زينب النفزاوية، زوجة يوسف بن تاشفين، أمير المرابطين، التي يقال عنها إنها «أم فكرة بناء مدينة مراكش حاضرة للمغرب المسلم الكبير من حدوده مع مصر نهر النيل إلى حدوده مع السنغال»، وصولا إلى الأميرة مسعودة الوزكيتية «المجتهدة في ميادين البر والإحسان»، مرورا بكل من سعيدة التطيلية «الأديبة الوراقة المجيدة»، وحفصة الركونية «أستاذة الأدباء وأديبة الأساتذة»، وميمونة تاكنوت «العارفة بالله»، وفاطمة بنت عتيق «القارئة لكتاب الله والحافظة المحققة»، وسحابة الرحمانية «السفيرة الناجحة».
arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نساء مراكش أكثر استخدامًا للدراجات النارية والهوائية نساء مراكش أكثر استخدامًا للدراجات النارية والهوائية



أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 14:13 2019 الإثنين ,18 شباط / فبراير

"MBC مصر 2" تبدأ إذاعة مسلسل "هربانة منها" يوميًّا

GMT 15:10 2019 السبت ,26 كانون الثاني / يناير

أفضل مناطق الإبحار في العالم لمحبي المغامرات

GMT 20:05 2018 الأحد ,23 أيلول / سبتمبر

خدمات مساج خاصّة في مكاتب عقارية وسط دمشق

GMT 02:56 2018 الثلاثاء ,26 حزيران / يونيو

أشكال ساعات يد مميزة لسهرات 2018

GMT 14:00 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

50 دقيقة تعيد بريق كريستيانو رونالدو

GMT 02:38 2017 الإثنين ,05 حزيران / يونيو

الكشف عن سيارة "بي أم دبليو 330e" الجديدة

GMT 03:33 2016 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

الممثلة السورية مديحة كنيفاتي تستعد للمشاركة في "الطواريد"

GMT 19:34 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

دومينيكو تيديسكو يتولى تدريب شالكه
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
Pearl Bldg.4th floor
4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh
Beirut- Lebanon
iraq, iraq, iraq