والدة ديما ترفع شعار السياسة تحت أقدام الأمهات لتصبح رمزًا للحرية
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

في مواجهة السلطة التي تريد أن تسرق الصوت منّا

والدة ديما ترفع شعار "السياسة تحت أقدام الأمهات" لتصبح رمزًا للحرية

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - والدة ديما ترفع شعار "السياسة تحت أقدام الأمهات" لتصبح رمزًا للحرية

الإعلامية اللبنانية ديما الصادق
بغداد - العراق اليوم

قرأ "تدوينة" ديما صادق عن والدتها. ابتسم شامتاً. اتصل بصديقه وقال له بالحرف الواحد: "هيدي اخرة الي بيتطاول علينا". تلذذ بشعور النصر الذي انتظره طويلاً. فها هي الإعلامية التي تمردت مرارًا على بيئتها وعلى الخط السياسي الذي كانت تؤمن به، تقدّم أيّ شيء كُرمى لنظرة من والدتها. وتعترف بأيّ سيد أو رئيس فقط كي تراها مرة أخرى.

كلّ كلمة كتبتها ديما. دوّنها في سجّل انتصاراته. لم يتعاطف، ردّ على صديقه الذي علّق بغضب "شو خص إمها ليدقولها" ."هي بتستاهل". ولم يتوقف بل تابع  "هي نتيجة عمايلها وهي الي وصلت إمها لهون". وجلس بعدها يراقب كل تعليق يشمت بها. يؤذيها. كل تعليق يحملها المسؤولية وذكرها "بما جنت يداها". ولكن ماذا فعلت هي لتجنيَ هذا الألم؟ ماذا فعلت والدتها كي تمارس عليها الضغوطات؟ ما جريمة ديما غير "الحرية" وما جريمة والدتها غير أنّها "أم" في وطن يؤكد محازبوه يوماً بعد يوم أنّ الأخلاق "فعل ماضٍ".

وفي نشوة كلّ هذا النصر. سمع سعالاً من الغرفة المجاورة. ترك كل شيء وركض إلى مصدر الصوت. فهناك والدته المريضة وهو عليه أن يعطيها الدواء. اقترب منها قبل يديها طالباً رضاها لا شيء إلا رضاها. أعطاها الدواء بكل حب ونظر إليها وهو يفكر كيف ستكون حياته في غيابها. وكيف سيحيا إن رحلت. هي أمّه. هي كل ما يملك.

في وسط هذه اللحظة "العاطفية". لم يتذكر أنّ هناك أماً وابنة في مكان آخر يتألمان. لم يبصر دموع ديما ولا وجه والدتها الشاحب. لم يرَ في وجه أمّه كل الأمّهات. فهو فقط من يمتلك "أمّاً". ربما هكذا كان يفكر!

ديما الجالسة الآن في المستشفى، هي مثلنا، مثل هذا الوطن. هي وجه من وجوه "الثورة" في مواجهة "الفساد". لا حبّاً في ديما ولا دفاعاً عنها. وإنّما حبّاً في كل أم ودفاعاً عن كل أم.

ديما الباحثة عن صوت أمها. فيما آخرون يقهقهون لحالها. هي من الأصوات التي تهتف بالساحات. هي تشبه صورتنا.

ديما التي تضع كل شيء تحت أقدام والدتها ولأجل كلمة منها. هي جزء من معركة الحرية التي نخوضها جميعاً في مواجهة  السلطة التي تريد أن تسرق الصوت منّا. ان تبتزنا بكل ما نملك بأغلى ما نملك.

لوالدة ديما ألف صلاة.. ولكل أمّ ألف صلاة. وإليها، ولكل ضحايا الانتهاكات. كل الدعم في وجه القمع والنذالة والانحدار.. في وجه اللإنسانيين الذين يقتلوننا بقلوبنا وأرواحنا.

 

قد يهمك أيضا

جانين آنيز تتولي حكم لبوليفيا لفترة انتقالية بعد أسابيع من الاحتجاجات

تلاسن بالكلمات بين دونالد ترامب وماري يوفانوفيتشعلى موقع "تويتر"

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

والدة ديما ترفع شعار السياسة تحت أقدام الأمهات لتصبح رمزًا للحرية والدة ديما ترفع شعار السياسة تحت أقدام الأمهات لتصبح رمزًا للحرية



أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 16:09 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

حلم السفر والدراسة يسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 05:42 2018 الأحد ,18 شباط / فبراير

وفاة نجل الملكة ناريمان عن عمر يناهز 57 عامًا

GMT 00:16 2017 الثلاثاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

افتتاح معرض "عطر الصخور" للفنان التشكيلي عبد المجيد حلاوة

GMT 06:33 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

مي سليم تستعرض أنوثتها بفستان جلد أسود عبر "إنستغرام

GMT 16:15 2016 الثلاثاء ,22 آذار/ مارس

عودة شخصية القرموطي الكوميدية بفيلم عن "داعش"

GMT 07:02 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

نقابة "الإعلاميين" المصريين تنعى المذيعة ماجدة أبو هيف
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
Pearl Bldg.4th floor
4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh
Beirut- Lebanon
iraq, iraq, iraq