رغم عاصفة التغيير الوزاري في حكومة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، والتي جاءت استجابة للمطالبات الشعبية والنيابية التي نادت بضرورة إبعاد الوزراء المقصرين والفاسدين من مناصبهم، الا أن هناك تسويف وتناسي للتقصير الواضح من قبل وزير المالية فؤاد حسين والتي شهدت به جميع الاوساط السياسية خصوصا في ملف عائدات نفط كردستان وامور اخرى تخص السياسة المالية العراقية، وهذا جاء نتيجة للضغوط السياسية من جهة وللعلاقة الوطيدة بين عبد المهدي والجانب الكردي من جهة اخرى.
وإلى ذلك أكدت اوساطا نيابية مضيها باستجواب وزير المالية، رغم حجم الضغوط التي وقفت بوجه المحاولة السابقة خلال الثواني الاخيرة من الفصل التشريعي الماضي، مشددة على أهمية إناطة الوزارة لشخصية من المحافظات الجنوبية والوسطى تكون اقرب من المعاناة والدمار الذي تعيشه تلك المحافظات، لافتة الى أن الوزير الحالي بات يشكل خطرا جسيما على السياسة المالية وذلك لعمله على تحقيق اجندات بهدف “تكريد” الوزارة.
اقرا ايضا :
البرلمان العراقي يشكل لجنة لتقصي الحقائق بشأن صادرات نفط إقليم كوردستان
فمن جهته أشار النائب عن تيار الحكمة جاسم البخاتي، إن “البرلمان ماضي باستجواب جميع الوزراء المتلكئين في عملهم ومن بينهم الوزراء الكرد وفي طليعتهم وزير المالية فؤاد حسين وبغض النظر عن عمق علاقته مع عبد المهدي”.
وأشار البخاتي، الى أن “رئاسة البرلمان وعدتنا بعقد جلسات مخصصة لاستجواب الوزراء في الايام القليلة المقبلة”، مؤكدًا أنه “كان من المؤمل استجوابه خلال الفصل التشريعي الماضي الا أن الضغوط السياسية حالت دون ذلك في اللحظات الأخيرة من جلسة الاستجواب المخصصة لهذا الِشأن”.
بدوره أكد النائب عن تحالف الفتح كريم عليوي، في تصريح صحافي، أن “الوزراء المشمولين بالاستجواب لن يفلتوا من الحساب ومن بينهم فؤاد حسين، خصوصا مع وجود مؤشرات لدى مجلس النواب تخص وجود مآرب وتوجهات نحو “تكريد” وزارة المالية”.
واتهم عليوي، وزير المالية، بأنه “سببا في تعطيل جزء كبير من السياسة المالية العراقية وعدم قيامه بصرف الموازنة بشكل قانوني خصوصا بما هو متعلق بمستحقات المحافظات الجنوبية والوسطى والتزامه الصمت ازاء تجاوزات الاقليم وعدم تسليمه اموال العائدات النفطية الى بغداد”.
وشدد على “اهمية اناطة مهمة وزارة المالية الى وزير من القومية العربية ومن المحافظات الجنوبية او الوسطى كي يكون اكثر معرفة وتفاعلا مع مطالب المحافظات المظلومة”.
واضاف عليوي، أن “البرلمان مصر على اقالة عدد من الوزراء الحاليين خصوصا في الوقت الذي ينادي به الشعب العراقي بالاصلاح وتوفير فرص العمل”.
ولفت الى أن “رئيس الوزراء عبد المهدي رغم ذلك لازال يحابي ويجامل اقليم كردستان وعلى حساب الشعب العراقي وهذا امرا مؤشرا لدى البرلمان العراقي”.
وتابع أن “فؤاد حسين سيكون في قائمة المستجوبين من الوزراء وسنتصدى للضغوط مهما كان مصدرها”.
يذكر أن اوساطا نيابية قد اكدت عزمها على استجواب وزير المالية فؤاد حسين متهمة اياه بالعمل بشكل قومي وانحيازي للجانب الكردي على حساب المحافظات العراقية الاخرى خصوصا الجنوبية والوسطى التي تعاني من نقص في الخدمات وفرص العمل، فيما وجهت له اصابع الاتهام بخصوص ملف العائدات النفطية التي بجعبة كردستان والناتجة عن الصادرات النفطية التي تبيعها خارج سومو.
والجدير بالذكر أنه هناك إصرار نيابي حول الغاء حصة اقليم كردستان بقانون موازنة 2020 بسبب عدم دفع الاقليم اموال الصادرات النفطية الى حكومة المركز.
قد يهمك ايضا :
حيدر العبادي يدعو إلى تجميد مجالس المحافظات ولانتخابات مُبكّرة بـ"قانون عادل"
أرسل تعليقك