المخاطر المالية والاقتصادية عامل ضاغط للتسريع بتشكيل الحكومة اللبنانية لتداركها
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

كشف رئيس الاتحاد العمالي العام حالة التقهقر التي تمر بها المستويات كافة

المخاطر المالية والاقتصادية عامل ضاغط للتسريع بتشكيل الحكومة اللبنانية لتداركها

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - المخاطر المالية والاقتصادية عامل ضاغط للتسريع بتشكيل الحكومة اللبنانية لتداركها

يشكل قطاع الكهرباء باباً رئيسياً للهدر في لبنان
بيروت ـ فادي سماحه

تُدرك كل القوى السياسية أن المخاطر المالية والاقتصادية المحدقة بالبلد لا تمنحها ترف الاستمرار طويلًا في عملية شد الحبال لتوسيع حصصها الوزارية. حتى أن بعض الفرقاء يتكئ على استعجال المعنيين بعملية تشكيل الحكومة إتمام مهمتهم سريعًا للانصراف لتدارك هذه المخاطر، ورفع سقف مطالبه عساه يحقق مراده تحت الضغط.

وتؤشر التحذيرات الدولية المتتالية والاجتماعات المحلية المتواصلة بين الوزراء والمسؤولين المعنيين بالملف المالي على الرغم من تأكيد الخبراء الاقتصاديين على أهمية أن تتم الولادة الحكومية في أسرع وقت ممكن، لتنفيذ التزامات لبنان الدولية لجهة إطلاق ورشة إصلاحات تخوله الحصول على المنح والقروض المالية التي تلقى وعودًا بخصوصها في مؤتمر «سيدر» في شهر فبراير/ شباط الماضي، إلا أن التحذيرات الدولية المتتالية تؤشر إلى مدى خطورة الوضع، وأهمية استيعابه، خصوصًا أنه بات ضاغطًا إلى حد كبير على المستوى الاجتماعي ما يهدد بانفجار قريب، على حد تعبير أحد المعنيين.

ويصر وزير المال علي حسن خليل، كما حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، على إشاعة جو من الطمأنة بأن الأمور المالية مضبوطة بشكل عام، وإن كانا قد ناقشا مطلع الأسبوع الفائت الإجراءات الواجب اتخاذها لتعزيز الاستقرار وتحصينه، الأمر الذي يتطلب، برأيهما، الإسراع في تشكيل الحكومة العتيدة.

ويصف رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر الوضع الاقتصادي بـ"الصعب للغاية"، مشددًا على أنه لا يحتمل بأي شكل من الأشكال أي دقيقة تأخير في تشكيل الحكومة.

ويقول في تصريح إلى جريدة "الشرق الأوسط" "ما يعنينا ألا تشكل حكومة مصالح تتقاسم (الجبنة)، لأن ذلك قد يكون أسوأ على الاقتصاد والمالية العامة من عدم إتمام عملية التأليف"، ويعتبر الأسمر أن الصراعات المحتدمة على الحصص لا تؤشر إلى أن الوضع مطمئن، فلا يوجد من يبحث عن توزيع الشخص المناسب في المكان المناسب لإدارة المرحلة الصعبة، إنما تنحصر الاهتمامات بمدى قدرة كل فريق سياسي على تحصيل عدد أكبر من الوزارات الخدماتية وبالتالي المغانم.

وينبه الأسمر من "تفاقم أحوال العاملين بالقطاع الخاص، والبالغ عددهم نحو مليون عامل"، لافتًا إلى أنهم "يعانون من عدم زيادة أجورهم والحد الأدنى، كما من هجمة شرسة لليد العاملة الأجنبية، إضافة لصرف تعسفي متمادٍ من دون أن ننسى عدم قدرتهم على مجاراة زيادة الضرائب".

ويضيف "البلد يعاني من تقهقر على كل المستويات، بخاصة بعد وصول الدين العام إلى مستويات قياسية تستدعي دق ناقوس الخطر"

وتعدّ نسبة ديون لبنان إلى ناتجه الإجمالي، ثالث أكبر نسبة من نوعها في العالم. ويشكل قطاع الكهرباء بابًا رئيسيًا للهدر والإنفاق يتوجب التعاطي معه بمسؤولية للحد من العجز، الذي وصل إلى عتبة مخيفة بعدما بلغ 12 ألف مليار، وفقًا لخبراء ماليين، ينبهون من "تحوّل العجز إلى مزيد من الدين العام وبالتالي إلى مزيد من الاستدانة، ولكن هذه المرة بكلفة مرتفعة في حال خفض التصنيف الائتماني، ما يجعلنا في معضلة لجم العجز".

وتفاقمت عدد من الأزمات في الأشهر الماضية، على خلفية تردي الأوضاع المالية والاقتصادية، فمع إقرار سلسلة الرتب والرواتب، التي لحظت زيادة رواتب موظفي القطاع العام والأساتذة في المدارس الرسمية والخاصة، انفجرت أزمة في المدارس الخاصة في ظل تأكيد إداراتها عدم قدرتها على تغطية الزيادات، ورفض الأهالي رفضًا قاطعًا تحميلهم إياها. كذلك فإن توقف المصارف مؤخرًا عن إعطاء قروض سكنية نتيجة نفاد الأموال التي خصصها المصرف المركزي يهدد بانفجار أزمة اجتماعية كبيرة، باعتبار أن العدد الأكبر من الشباب اللبناني يعتمد على هذه القروض لشراء شقق.

ويعوِّل المسؤولون حاليًا، وأبرزهم رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، على وعود تلقتها حكومته في مؤتمر "سيدر" بـ11.5 مليار دولار بين قروض ميسرة بعيدة الأجل ومنح مالية. ويفترض أن تنفّذ الحكومة الجديدة مشاريع «سيدر» وفق خطة عشرية، أي على مدى 10 سنوات، بحيث تنجز في السنوات الـ5 المقبلة المشاريع التي رصد لها مبلغ 11.5 مليار دولار، على أن يحصل لبنان على منح وقروض بالقيمة نفسها تقريبًا للمرحلة الثانية.

ويشدد النائب في كتلة "الوسط المستقل" وزير الاقتصاد السابق نقولا نحاس، على أن «الأولوية يجب أن تكون لإعادة الثقة بالبلد من خلال التزام الحكومة الجديدة ببرنامج إصلاحي جدي، وتنتقل من مرحلة الكلام والوعود إلى مرحلة الفعل".

وأشار في تصريح لـ"الشرق الأوسط" إلى "أننا حتى الساعة لا نزال نرتدي الثوب الذي نرتديه منذ 10 و20 عامًا، فيما المطلوب تغيير هذا الثوب لأن لا خيار آخر لنا".

ويضيف نحاس "الوضعان المالي والاقتصادي يمران بمرحلة حساسة للغاية، لكن للأسف لا نلحظ أن هناك حسًا بمدى خطورة الوضع وبأهمية الاستعجال لمعالجته".

وكان صندوق النقد الدولي حذّر في أحدث تقاريره من التباطؤ في ضبط الوضع المالي في لبنان.

وأكد المجلس التنفيذي للصندوق أن لبنان "يحتاج إلى ضبط مالي فوري وكبير، لتحسين القدرة على خدمة الدين العام الذي تجاوز 150 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي في نهاية 2017"، وجدد تقديراته "لنمو اقتصادي منخفض بين 1 و1.5 في المائة في 2017 و2018"، مؤكدًا أن "المحركات التقليدية للنمو في لبنان تقبع تحت ضغط في ظل الأداء الضعيف لقطاعي العقارات والإنشاءات"، مستبعدًا "أي انتعاش قوي قريبًا".

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المخاطر المالية والاقتصادية عامل ضاغط للتسريع بتشكيل الحكومة اللبنانية لتداركها المخاطر المالية والاقتصادية عامل ضاغط للتسريع بتشكيل الحكومة اللبنانية لتداركها



أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 13:09 2017 الأربعاء ,13 أيلول / سبتمبر

جيجي حديد تفقد توازنها على المنصة وتتدارك الأمر

GMT 18:49 2015 الثلاثاء ,13 كانون الثاني / يناير

عصائر الفاكهة الطبيعية تقلل من العصبية

GMT 04:31 2017 الإثنين ,15 أيار / مايو

"كيا سورينتو" تكشف عن السيارة الجديدة لعام 2017

GMT 01:15 2016 الأربعاء ,21 كانون الأول / ديسمبر

هيفاء الحسيني تؤكد دعمها لأهالي العراق ومحاربة التطرف

GMT 21:13 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

مدربة روسيا تقود منتخب مصر للجمباز الإيقاعي

GMT 19:50 2019 الإثنين ,25 شباط / فبراير

تعرف على مواصفات بيجو 508 الجديدة كليًا

GMT 23:57 2019 الإثنين ,14 كانون الثاني / يناير

ما هي اهم الأسباب التي تجعل الطفل بطيء الاستيعاب ؟

GMT 16:09 2019 الأربعاء ,09 كانون الثاني / يناير

تأهل 3 لاعبين لخوض منافسات بطولة أبوظبي للغولف الأربعاء

GMT 02:55 2019 الجمعة ,04 كانون الثاني / يناير

فساتين سهرة فاخرة للنجمات ليلة رأس السنة

GMT 14:46 2018 الثلاثاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

الأهلي يؤهل المهاجم دجانيني تافاريس داخليًا

GMT 16:40 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار مميزة تحوّلي بها شرفتك الصغيرة الى حديقة ملوّنة

GMT 16:40 2018 الخميس ,18 تشرين الأول / أكتوبر

بيكيه وراموس يدخلان مرمى الانتقادات بعد دائرة الجدل
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq