بغداد - العراق اليوم
عندما قدم كبار القادة العسكريين الأميركيين للرئيس دونالد ترامب قائمة بخيارات الرد على إيران بعد الاعتداء على السفارة الأميركية في بغداد، لم يتصوروا أنه كان سيختار الخيار “الأكثر تطرفا” وهو استهداف قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، الرجل الأكثر نفوذا في المنطقة والمسؤول عن مقتل مئات الأميركيين في العراق.
ويكشف تحليل نشرته صحيفة نيويورك تايمز اعتمادا على مصادر رسمية، أن ترامب اعتمد الخيار الأقل احتمالا بين الخيارات التي كانت مطروحة، إذ إن خيار قتل سليماني كان قد أدرج ضمن القائمة لجعل “بقية الخيارات مقبولة” أمام الرئيس، حسب ما تنقل الصحيفة.
ولم يكن قادة البنتاغون يعتقدون أن ترامب سيختار السيناريو الأشد بين السيناريوهات الأخرى، والتي كانت تضم استهداف سفن أو مستودعات صواريخ أو مقرات لإيران أو موالين لطهران.
ويشير التحليل إلى أنه منذ 2001 كان مسؤولو البنتاغون يضعون خيارات متطرفة و”غير محتملة” للرؤساء بهدف جعل الخيارات والسيناريوهات الأخرى مقبولة بالنسبة لهم، وأقرب للتنفيذ والتطبيق.
وكان ترامب قد استبعد خيار قتل سليماني في 28 من ديسمبر، وذهب إلى الموافقة على ضربات جوية لمقرات ميليشيا موالية لإيران، والتي قصفت فيها مقرات لكتائب حزب الله العراقي الموالية لإيران، ولكن بعد بضعة أيام عندما شاهد ترامب على شاشات التلفزيون الدخان يتصاعد على أسوار السفارة الأميركية في بغداد قرر مساء الخميس، الموافقة على الخيار الأكثر تطرفا بقتل سليماني، الأمر الذي فاجأ كبار المسؤولين في البنتاغون.
وأشار مسؤول لم تسمه الصحيفة، إلى أن قرار توجيه ضربة لقتل قائد فيلق القدس لم يكن قد حسم بعد، خاصة وأن المعلومات الاستخباراتية عن تحركاته كانت ضمن إطارها الطبيعي، فهو يتنقل بين لبنان وسوريا والعراق.
وكان وزير الخارجية مايك بومبيو ونائب الرئيس الأميركي، مايك بنس من أشد الأصوات الداعمة لترامب من أجل الرد على العدوان الإيراني.
وكانت وزارة الدفاع الأميركية قد أعلنت الجمعة أن الولايات المتحدة سترسل تعزيزات إلى الشرق الأوسط، وقال مسؤول في البنتاغون لوكالة فرانس برس إن الولايات المتحدة بصدد نشر ما يصل إلى 3500 جندي إضافي في المنطقة لتعزيز أمن المواقع الأميركية.
وتوعد ترامب باستهداف نحو 52 موقعا إيرانيا، “بعضها على أعلى مستوى من الأهمية، لإيران”، مشيرا إلى أن الضربات ستكون “سريعة جدا، وقوية جدا”.
وكانت إيران قد توعدت الجمعة بالرد على مقتل قائدها العسكري قاسم سليماني في العراق على أيدي الأميركيين، “في الوقت والمكان المناسبين”.
وحذر العراق من “حرب مدمرة” بعد إقدام طائرة أميركية مسيرة على قتل سليماني والقيادي في الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس، عبر استهداف موكبهما قرب مطار بغداد بصواريخ، ما أدى الى مقتلهما على الفور، بالإضافة الى أشخاص آخرين.
قد يهمك ايضا
ترامب يتعهد برد ربما غير متناسب على أي هجوم إيراني
أرسل تعليقك